دولية

مباحثات بين رئيسة مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالمغرب حول تعزيز الشراكة والتعاون بين البلدين على المستوى الترابي

فار بريس

أجرت رئيسة مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، السيدة فاطمة الحساني، اليوم الاثنين، مباحثات مع السيد ديفد.ج غرين، القائم بالأعمال بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية بالمغرب، على هامش الحفل الذي تراسه اليوم بعاصمة البوغاز تخليدا لمرور 200 سنة على فتح المفوضية الأمريكية بطنجة

وجاء هذا اللقاء الذي تميز بحضور السيد محمد بوهريز، نائب الرئيسة المكلف بالتعاون الدولي ومغاربة العالم، عن مجلس الجهة، والسيدة كريتسن موراي، مساعدة القائم بالأعمال بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية المكلفة بالشؤون السياسية، في إطار الدبلوماسية الموازية التي ينهجها مجلس الجهة وانفتاحه على محيطه الخارجي، بهدف تسويق تراب الجهة والتعريف بمؤهلاتها المختلفة.

في البداية، أشادت السيدة فاطمة الحساني، بالدينامية التي تشهدها العلاقات المغربية-الأمريكية، مبرزة تزامن هاته الزيارة مع ذكرى تخليد مرور 200 سنة على فتح المفوضية الامريكية بمدينة طنجة، باعتبارها حدثا بارزا في مسلسل العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الصديقين على اكثر من مستوى ولاسيما في مجال التجارة الحرة .

واغتنمت السيدة الحساني، المناسبة للتأكيد على أن احداث قنصلية عامة للولايات المتحدة الأمريكية بمدينة الداخلة، من شانه أن يقوي الشراكة بين البلدين ويخدم المصالح المشتركة بينهما،

خاصة أمام البعد الإفريقي الذي يسم السياسية الخارجية للمملكة في اطار علاقات التعاون جنوب-جنوب. مجددة في هذا الإطار، تعبيرها عن الامتنان للإدارة الأمريكية، لاعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو الحدث الذي سيظل راسخا في أذهان جميع المواطنين المغاربة كإشارة قوية من بلد حليف وصديق.

وبعد أن قدمت لمحة موجزة عن نظام الجهوية المتقدمة الذي اخذ به المغرب منذ 2015، بموجب دستور 2011 ، والذي منح اختصاصات واسعة للجهات، أبرزت رئيسة مجلس الجهة ، ان المجلس تبنى رؤية تنموية وضعت المواطن في صلب اهتماماته ،في اطار احترام العدالة المجالية بين عمالتي وأقاليم الجهة .

واستعرضت في هذا الصدد، إسهامات المجلس في عدة برامج تندرج في إطار تقليص الفوارق المجالية، إضافة إلى المجهودات المتواصلة لتحقيق التنمية الاقتصادية، لا سيما في ظل تداعيات جائحة “كوفيد-19″، وذلك من خلال إحداث مناطق للانشطة الاقتصادية والصناعية في الأقاليم الثمانية للجهة، بهدف تحسين جاذبية التراب وتأهيله لاستقطاب الاستثمارات، مشيرة إلى أن هذه الجهود واكبتها دينامية أخرى تمثلت في المساهمة في مشاريع لتأهيل العنصر البشري، مثل المساهمة في مشروع مدينة المهن والكفاءات وإحداث مراكز للتكوين المهني. ونوهت في هذا الصدد بالدعم الأمريكي على هذا المستوى في إطار برنامج “تحدي الألفية” .

وأشارت السيدة الرئيسة، إلى أن هاته الدينامية التنموية التي يقودها مجلس الجهة ،انضافت إلى ما تشهده هاته الأخيرة من مشاريع مهيكلة كبرى تشرف عليها الدولة، مما من شانه ان يبوئ جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ، التي تعد حاليا ثالث قطب اقتصادي على المستوى الوطني، إلى احتلال المرتبة الثانية ولما لا الأولى في غضون الـ 25 سنة القادمة، وفق توقعات المخطط الجهوي لإعداد التراب المصادق عليه مؤخرا من قبل مجلس الجهة .

ولفتت السيدة الحساني ، الانتباه إلى ان الرؤية التنمويةً للمجلس، تغطي أيضا المجالات ذات الوقع الاجتماعي المباشر على الساكنة ،على رأسها تقوية العرض الصحي ودعم قطاع التربية والتعليم ،مع بذل جهود خاصة للنهوض بقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، الذي يستهدف الفئات الهشة خاصة النساء اللواتي يشكلن الحلقة الأضعف للهشاشة، لاسيما في العالم القروي.

وشكلت المناسبة، فرصة اطلعت رئيسة مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، الدبلوماسي الأمريكي، على المسار الذي قطعه المغرب في مجال مقاربة النوع والسياسات المتعلقة بتقوية حضور المرأة في مختلف المجالات، مبرزة أن المشرع المغربي، حسم هذا الأمر بتخصيص 30 في المائة كحد أدنى للتمثيلية السياسية للنساء داخل المجالس المنتخبة.

وقدمت السيدة الرئيسة بالمناسبة، ملتمسا إلى القائم بالأعمال بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية ، بمزيد من الدعم للبرامج التنموية على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من البرامج المسطرة في مختلف مجالات تدخل المجلس.

ومن جانبه، نوه السيد ديفد.ج غرين، القائم بالأعمال بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية بالرباط، بالتقدم الكبير والملحوظ الذي عرفته جهة طنجة-تطوان-الحسيمة خلال السنوات الأخيرة على مستوى البنيات التحتية وأهمية الاستثمارات والمشاريع المنجزة بالجهة، مؤكدا على مواصلة بلاده دعم مبادرات التنمية الجهوية في المملكة.

وأضاف السيد غرين، أن الولايات المتحدة ملتزمة منذ سنوات طويلة إلى جانب الشركاء المغاربة من أجل الرفع وتعزيز الفرص الاجتماعية والاقتصادية لفائدة الشباب في ربوع المملكة، مشيرا إلى أن هذه الشراكة الاستثنائية التي تربط البلدين تتعزز بشكل خاص، وذلك بفضل الاستثمارات الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة تحدي الألفية ، ومبادرة الشراكة الشرق الأوسطية، وهيئة السلام.

وتعهد الدبلوماسي الأمريكي، بالعمل على تعزيز علاقات التعاون بين المغرب والولايات المتحدة على المستوى الترابي، من خلال البحث في إمكانية توقيع اتفاقية توأمة أو شراكة بين جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وإحدى الوحدات الترابية الأمريكية، وخاصة مع مدينة طنجة التي تجسد الزخم التاريخي العريق الذي يطبع علاقات الصداقة التي تربط البلدين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى