شهدت مدينة مراكش مؤخرًا قفزة ملحوظة في صادرات الصناعة التقليدية، حيث جاءت البيانات لتشير إلى ارتفاع بنسبة 24% خلال الربع الأول من سنة 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. هذا الإنجاز يُعزى إلى تنامي الطلب على مجموعة من المنتجات التقليدية التي تُعبر عن الغنى الثقافي والحرفي لهذه المدينة وفقًا للمديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لمراكش – آسفي، فإن الزرابي، والمنتوجات النحاسية، بالإضافة إلى منتوجات الصياغة والحلي، تعد المحاور الرئيسية التي ساهمت في هذا الارتفاع الملحوظ. وتعتبر الزرابي، التي تحتل المرتبة الأولى، مسؤولة عن 30% من إجمالي الصادرات، تلتها منتوجات الفخار والحجر بنسبة 15%، ثم المنتوجات النحاسية بـ 13% الأرقام تظهر أن صادرات الزرابي حققت زيادة مدهشة بلغت 79%، بينما نمت صادرات المنتوجات النحاسية بنسبة 66%، ومنتوجات الصياغة والحلي شهدت تطورًا بلغت نسبته 58%. تعكس هذه الأرقام الطلب العالمي المتزايد على الحرف المغربية وما تحمله من جمالية وخصوصية وفي سياق الوجهات المصدرة، برزت الولايات المتحدة الأمريكية كأفضل سوق لمنتوجات الصناعة التقليدية بمراكش، حيث استحوذت على 44% من مجموع الصادرات في الربع الأول. تلتها فرنسا بنسبة 18%، ثم إسبانيا التي جاءت في المرتبة الثالثة بـ 11%تعتبر هذه النتائج بمثابة شهادة على قدرة الصناعة التقليدية المغربية على استقطاب أسواق جديدة وتحقيق نمو مستدام. إن الصناعة التقليدية ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية، مما يجعل نجاحها هامًا ليس فقط للاقتصاد، بل أيضًا للتراث والحضارة.
