ڤــاربريس
في الآونة الأخيرة، تصاعدت حدة التوتر على الحدود الشرقية للمملكة المغربية إثر سلسلة أحداث متقاربة الزمن بدأت بتوقيف خمسة جنود جزائريين تجاوزوا الحدود بدعوى البحث عن ( الترفاس ) وهو نوع من الفطر الصحراوي المعروف بقيمته الاقتصادية ورغم أن القوات المسلحة الملكية المغربية تعاملت مع الواقعة بضبط النفس وأطلقت سراح الجنود بعد التحقق من هوياتهم إلا أن حادثة أخرى أكثر خطورة وقعت بعد يومين فقط، حيث عبرت سيارتان رباعيتا الدفع تحملان 20 شخصًا،من مليشيات البوليساريو بينهم ضابطا شرطة جزائري للحدود المغربية لكن هذه المرة لم تترك القوات المسلحة الملكية الأمر للصدفة إذ قامت طائرة مسيّرة تابعة للقوات المسلحة الملكية بتدمير إحدى المركبات التي اخترقت الأراضي المغربية بمنطقة مريديمات قرب تندوف ما أدى إلى مقتل أحد الضباط هده الحوادث المتكررة أثارت تساؤلات مشروعة حول النوايا الحقيقية وراء هذه التحركات الجزائرية .
هل هي مجرد عمليات بحث عن الترفاس الصحراوي..؟
أم أن هناك أهدافا خفية….؟
المعروف أن المنطقة الحدودية بين المغرب والجزائر ليست فقط ساحة لموارد طبيعية مثل الترفاس بل هي مسرح لصراعات جيوسياسية و. دخول جنود جزائريين بمركبات عسكرية يتجاوز الطابع العشوائي إلى احتمالية كونه جزء من خطة استطلاع لقياس جاهزية القوات المسلحة الملكية المغربية أو اختبار حدودها الأمنية وما يزيد الشكوك اكثر هو تصريحات الإعلامي الجزائري لطفي غرس الأخيرة على صفحته و الذي كشف عن معلومات مثيرة للقلق، مفادها أن النظام الجزائري عمل على تهريب عناصر من شبيحة بشار الأسد بعد صقوطه إلى منطقة تندوف بالتعاون مع جهات أخرى. وأشار إلى أن أكثر من 400 قيادي من الجيش السوري والحرس الجمهوري تم تهريبهم عبر البحر المتوسط باستخدام سفن جزائرية حاملة للنفط والغاز، ونقلوا إلى مخيمات عسكرية قرب تندوف. و و فقا للإعلامي لطفي غريس فإن الهدف من هذه التحركات هو تعزيز قدرات البوليساريو في مواجهة المغرب خاصة في ظل الحراك الشعبي المتزايد داخل الجزائر والذي قد يدفع السلطات الجزائرية إلى تصعيد خارجي للتغطية على الأزمات الداخلية.
وتتزامنت هذه التطورات مع سياق إقليمي ودولي حساس حيث تحاول الجزائر استغلال المنطقة الحدودية لتعزيز نفوذها ودعم البوليساريو، بينما يواصل المغرب حشد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. في هذا السياق، فإن استخدام ذريعة “الترفاس الصحراوي” لا يبدو بريئا، بحجت انهم ضلوا الطريق بل يُظهر رغبة الجزائر في تغليف تحركاتها بطابع مدني لإخفاء أبعادها العسكرية والسياسية إن الحوادث الأخيرة لا يمكن قراءتها بمعزل عن التوترات المتصاعدة بين البلدين. وعلى الرغم من ضبط النفس الذي أبدته المملكة المغربية في التعامل مع اختراقات سابقة، فإن استمرار هذه الاستفزازات قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه. لذلك، يبقى الحذر واجبًا، مع ضرورة توثيق هذه التحركات وكشفها أمام المجتمع الدولي لإظهار الأطماع الجزائرية ومحاولة زعزعة استقرار المنطقة في الوقت نفسه ينبغي من السلطات المغربية تعزيز الدفاعات الحدودية وتكثيف الجهود الدبلوماسية لتحصين المواقف إقليميًا ودوليًا، والتصدي لأي مخططات قد تهدف إلى عرقلة مسار التنمية والاستقرار في الصحراء المغربية.