معاد اهليل
لم يمض على جلوس مستشار زاوية سيدي الراضي على مقعده بجماعة آيير إلا سبعة أشهر، ليشرع في مخططه الجهنّمي، حيث اقترح على المجلس الجماعي إعداد تصميم هيكلي لدوار زاوية سيدي الراضي، فما كان من المجلس الموقر إلا أن بارك خطوة الشيخ العارف بالله، ظنا منهم أنه يريد بذلك إصلاحا. فقضى في خلوته ما قضى، ليخرج على الساكنة بمشروع تصميم تهيئة جعل سافل القرية عاليها، وعاليها سافلها. حيث إن حوالي ثمانين بالمائة من بيوت المواطنين مُعرّضة للبتر والاختراق، وبقعهم العارية جزأها إلى أشطر، بشبكة طرق لم يُر لها مثيل حتى في أحياء الرباط والبيضاء. غير أن المثير في الأمر أن أحباب الشيخ المستشار العارف بالله لم يمسَسْهم سوء، وأراضيه التي ٱستولى عليها في ولايات سابقة من الأراضي السلالية وأراضي الجموع، صارت ببركة دعاء الشيخ فيلات وبقعا بطابقين وبقعا تجارية، وأراضي الساكنة حدائق وطرقا وأراض فلاحية. هذا كلّه ولم ينشر الشيخ العارف بالله مشروع تصميم التهيئة إلى أن بقي من زمن التعرض إلا عشرة أيام. وعندما هرعت الساكنة إلى الفقيه مستفتية إياه عن سبب جُرمه، قال إنه لا دخل له بالأمر وإنما هي طائرة الوكالة الحضرية، فهي التي قامت بمسح من السماء ووضعت هذا التصميم. فأي استغباء واستبلاد لعقول المواطنين هذا؟كيف يعقل أن يستغل منتخب نفوذه المحدود، طبعا، في ظل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ليمارس هذا الشطط؟
وفي حوار أجرته جريدة فاربريس مع بعض المتضررين، أكدوا أن الرجل تردد على الوكالة الحضرية بما فيه الكفاية ضاغطا ومسرعا وثيرة خروج التصميم إلى حيّز الوجود، وهو في ذلك مستعين باحد أعيان أسفي، والذي شيّد مشروعا سياحيا ما يزال موضوع زيارات وتقارير للجان التعمير؛ لأنه لم يحترم المسافة القانونية للملك البحري، وهو موضوع آخر لا يتسع المجال لتفصيله. وقد أكد المتضررون أنهم بصدد توحيد صفوفهم وتأسيس تنسيقية خاصة بضحايا هذا التصميم الجائر، وأنهم مستعدون لخوض معركة الموت من أجل أرضهم.
