منذ قرون عديدة، يعتبر التمر جزءًا لا يتجزأ من التراث والثقافة المغربية. إنه ليس مجرد ثمرة لذيذة، بل يمثل رمزًا للزراعة والاستدامة في مناطق الواحات. وتأتي الدورة الثانية عشرة للملتقى الدولي للتمر في مدينة أرفود بتنظيم مميز وتحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتجسيد هذا الاهتمام المستمر بقطاع التمر في المغرب.
تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ستستضيف مدينة أرفود الدورة الثانية عشرة للملتقى الدولي للتمر خلال الفترة من 3 إلى 8 أكتوبر. تأتي هذه الدورة بشعار “الجيل الأخضر.. آفاق جديدة لتنمية النخيل واستدامة الواحات”، مما يعكس التركيز على الزراعة المستدامة والمحافظة على البيئة.
من الجدير بالذكر أن مدة الملتقى قد تم تمديدها إلى 6 أيام، بدلاً من 4 أيام كانت معتادة في الأعوام السابقة. ويتوقع أن يشارك في هذه الدورة حوالي 230 عارضًا من أبرز الفاعلين في مجال تربية وإنتاج التمور.
ستسلط الضوء خلال هذا الحدث على أهمية محصول التمر في اقتصاد مناطق الواحات والتحديات المتعلقة بالاستدامة وإمكانيات تنميتها. سيتم تنظيم ندوات علمية ولقاءات مهنية لمناقشة مواضيع متعددة تتعلق بتطورات وتحديات قطاع التمر في المغرب، بالإضافة إلى منتدى الاستثمار بالتعاون بين مؤسسة القرض الفلاحي للمغرب ووكالة التنمية الفلاحية.
قطاعات متعددة ستشارك في الملتقى، بما في ذلك موردين للأسمدة ومعدات الري والتغليف والطاقات المتجددة والمزيد. ومن خلال “قطب الرحبة” سيتم عرض وإبراز مختلف أنواع التمور المنتجة في مختلف مناطق المغرب. كما سيشهد الملتقى “قطب اللوازم الفلاحية” الذي سيجمع المقاولات التي تعمل في مجال الزراعة والاستدامة.
يعد الملتقى الدولي للتمر منصة مميزة للتواصل والتبادل وبناء شراكات جديدة في قطاع التمر في المغرب وخارجه. يجمع الملتقى بين المزارعين والمنتجين والمصنعين والمستثمرين، ويعكس الدور المحوري الذي يلعبه التمر في الاقتصاد المغربي.
هذه الدورة من الملتقى تأتي في وقت يزداد فيه الاهتمام بالزراعة المستدامة وضرورة المحافظة على الموارد الطبيعية. يعكس تنظيم الملتقى الدولي للتمر التزام المغرب بالزراعة المستدامة والتنمية الاقتصادية. يمثل الملتقى مناسبة مثالية لمشاركة المعرفة وتبادل الخبرات في هذا القطاع الزراعي المهم، ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 90 ألف زائر هذا العام.