فن وثقافة

توقيع الكتاب التاني لفاطمة أتوليد بحضور الملاكم مصطفى لخصم

فاربريس

:بإيموزار كندر

تبدو للكل وكأنها في رعيان شبابها لتمسكها حد الجنون بروح المغامرة والتحدي، كثيرة الأسفار هي خارج وداخل الوطن وتمارس رياضة فنون الحرب (الكيم لونج) وتفضل السير في الغالب بملابس الرياضيين لإيمانها المطلق بأن الإحالة على المعاش ليست بالضرورة ولن تكون أبدا لمن شاء إحالة على الموت السريري وفقدان حلاوة العيش
Voyage Au Delà De Mon Cœur
إنها الأستاذة فاطمة أتوليد،الشاعرة والكاتبة بلغة موليير، شقيقة الطبيب الفاضل الدكتور حميد أتوليد الذي درس بالاتحاد السوفييتي سابقا وفتح عيادته في الطب العام بمسقط رأسه،مدينة إيموزار كندر.وهي أيضا فاعلة جمعوية معروفة بمنطقة الأطلس المتوسط،من مواليد إيموزار كندر الساحرة، بوابة تلك الجبال الهادئة. تابعت دراستها في العاصمة الروحية والعلمية فاس و انتقلت بعدها إلى العاصمة الرباط ،اشتغلت بمهنة التدريس وعاشت بين جدرانها إلى أن أحيلت على المعاش ثم عادت إلى مسقط رأسها ببلدتها الأصلية للعيش بين أحضان الطبيعة بعيدا عن ضوضاء وصخب المدن الكبرى، وهو ما مكنها من إصدار أولى إنتاجاتها الأدبية والشعرية بلغة موليير (سفر إلى ما وراء قلبي) عن دار النشر شمس بسلا في عام 2020 ويتكون من 51 قطعة شعرية باعتبار أن الشعر- تقول فاطمة – بلسم يشفي النفوس ويروي عطشها ويسحبها في قارب على محيط من الأحلام ،وبحق فإن هذه المجموعة الشعرية هي كفراشة ترفرف على الورود والأزهار التي بالكاد تنمو
و تزدهر
Soulagement دكاترة ومثقفون في قراءة و نبش بذاكرة المؤلف
لقد كان للشاعرة أتوليد و للفاعلين الجمعويين بمنطقة إيموزار كندر موعد آخر قبل حوالي أسبوع من الآن،من أجل الحضور إلى حفل التوقيع على إصدارها الثاني “ارتياح” وهو عمل نثري بلغة موليير أيضا،وقد ورد إلي تقرير مفصل عن هذا الحفل الثقافي بسبب تعذر الحضور إليه شخصيا،وأورده بدوري كالتالي: في أجواء احتفالية بهيجة، تحتفي بالأدب الفرنكوفوني في أبهى حلله، نظمت جمعية”نساء من أجل التنمية” بالفضاء الرائع لقاعة اجتماعات بلدية إيموزار كندر، يومه الأحد 19 من الشهر الجاري على الساعة الثالثة بعد الزوال،حفلا شبه أسطوري لتقديم وتوقيع الإصدار الثاني لشاعرة الأطلس المتوسط، الأديبة “فاطمة أتوليد”، والذي يحمل عنوان: ” “ارتياح” الصادر سنة 2021 عن دار شمس للنشر والتوزيع. بحضور نخبة ممن تجمعهم بالكاتبة آصرة الإبداع من أدباء وشعراء ونقاد و سينمائيين وأكاديميين وفنانين ورياضيين،حجوا من الجهات الأربع للمملكة والغاية واحدة: الفائدة والإفادة
على نغمات النشيد الوطني، والترديد الجماعي لمتنه المرسخ لقيم المواطنة في نفس كل مغربي، انطلقت فعاليات هذا العرس الثقافي، من تقديم الإعلامي المخضرم: حسن عسو، بحرفيته الكبيرة، و إلمامه الواسع بخبايا السرد والإلقاء، وتمكنه الجيد من تقنيات التنشيط، وتملكه لروح الدعابة والنكتة وخفة الدم العالية، رحب بالحضور وبمختلف اللغات. أفسح المجال بعد ذلك ليعطي الكلمة لصاحبة النبض الرقيق والكلمة الهادفة، جوهرة الأمسية، الأديبة: فاطمة أتوليد، فجددت الترحاب في معرض حديثها بعشاق الحرف النقي، والإبداع المتميز، والحاضرين جميعا، ثم شرعت في سرد وتفصيل حيثيات تولّد هذه القطعة الأدبية، فهي الامتداد لباكورة أعمالها “سفر إلى ما وراء قلبي ، آفاق استشرافية في أعمال إبداعية قادمة بحول الله
مصطفى لخصم : الرأسمال الحقيقي هو تكوين الإنسان
البطل العالمي في فنون الحرب السيد مصطفى لخصم، بصفته رئيس المجلس البلدي لايموزار كندر -الجهة المحتضنة للنشاط-، بدوره رحب بالجميع، كل باسمه وصفته، وتوجه لكل المبادرات التي تجعل الهم الثقافي في مقدمة الانشغالات بالتشجيع، وأبدى عزمه القوي على دعمها ماديا ومعنويا، لأن الرأسمال الحقيقي هو تكوين الإنسان، والقوة هي كفاءة الموارد البشرية، والثروة الأساسية هي المعرفة
حسني امبارك – عضو الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين
بتخلص حسن من الذاتية، سما الأدب عاليا و رفرف في القراءة النقدية الأولية التي أعدها الناقد الفذ “حسني امبارك” – عضو الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين، وعضو اتحاد كتاب المغرب- قراءة ماتعة صال فيها وجال، وأتى بما لاق بالمقام، فأماط اللثام عن الأساليب الجمالية، والصور البلاغية، والقيم الإنسانية، والمثل العليا التي روج لها هذا العمل النثري المؤسس بلغة موليير. فخلخل المبنى وغاص في أعماقه، وانتزع المعنى وكشف ملامحه
ومن مجمل ما جاء في قراءته أن الكتابة بصفة عامة، اعتراف على حد تعبير أحد الكتاب الفرنسيين و نصوص احترافية محبوكة بأسلوب لغوي سلس، وبشكل يخترق القلوب، وتشخيص لحالات نفسية طاغية أو عابرة، ويؤكده الناقد حسني بقول الكاتب روبير موسيل:”الكتابة ليست نشاطا، وإنما حالة”. وكل نص من كتاب “ارتياح” ينبثق من سابقه ويتولد منه في تسلسل وتكامل للتعبير عن نقط أساسية في كتابة الأديبة، وهي
الوعي بمأساة الآخرين
حب الطبيعة
حاجة الإنسان للكتابة كحاجته للماء والهواء وشروط الحياة. وعلى الجميع أن يكتب فمن لم يستطع فعليه بالمطالعة
الدكتور أحمد بولهوال في قراءته النقدية
أما الأستاذ الجامعي المتقاعد من كلية العلوم الاقتصادية بجامعة محمد الخامس، الدكتور: “أحمد بولهوال” في قراءته النقدية لذات الإصدار، فقد بدأ النقد بقراءة لوحة الغلاف، ودلالات ألوانه وتموقع جزئياته، وتأويلات الألوان في ثنائيات تقابلية فلسفية وطبيعية. ثم عرّج لسبر أغوار متن الكتاب و يستنطق صفحاته وما بين سطوره مستدرجا كل الحاضرين إلى تذوق جودة هذا “الإنتاج المحلي” على حد تعبير الدكتور بولهوال.، والإقبال عليه.ببشاشته وتلقائيته، راح منشط الأمسية “حسن عسو” ينقل الكلمة بين المتدخلين ليدلوا بدلوهم في هذا المشترك الفكري، فكانت البداية من الدكتورة ثرية العمري، التي أبدت فرحتها وإعجابها بالكتاب والتوجه التنويري في كتابات المبدعة “فاطمة أتوليد” كاسم يعضّد قائمة الأدب النسوي بلغة موليير في المغرب، أما الناقد المسرحي المغرب الدكتور محمد الوادي، لم تفته المناسبة ليشيد بهذا الإبداع الذي يترجم مختلف فصول الحياة في قالب قد يصلح عملا مسرحيا، تكون الخشبة فضاء مناسبا لتشخيصه. أما الشاعرة “خديجة زواق” فقد عبرت عن شوقها الكبير للسفر عبر هذا الإصدار، خصوصا وأن القراءتين المتعمقتين أخذتاها إلى عالم تخيلته ذو شجون وتود ولوجه من خلال دفتي الكتاب. في حين تحدث الدكتور ناصر الدين شردال عن سلاسة الأسلوب، ووضوح الرؤية، وتنوع الصور الشعرية التي انصهرت في الشكل السري مبرزا الباع الطويل الذي تتصف به الأديبة في نقل قوة التفاصيل والأشياء. ولم تفت الفرصة لكل من الفنانين حميد بشتي
و جواد اسرادي/ ابن مدينة ايموزار/ للإدلاء بشهادات في حق الكاتبة فاطمة اتوليد
جمعية”نساء من أجل التنمية” و الإبداع الثقافي
لم يحدِ الجو عن الاعتراف، بل أكد الاعتراف الذي ورد في النصوص ليرسخه على أرض الواقع، ويلتفت إلى تكريم وجه نسائي عصامي، كافح ويكافح بإيثار كبير ونكران تام للذات، و مصداقية علمية مخلصة للغة الضاد، والحديث هنا عن الدكتورة “أسماء وردي”، فتكريمها تكريم للمرأة المغربية المثابرة
شعور الدكتورة أسماء لم يكن خافيا، فعبرت بتلقائية عن شكرها وامتنانها لجمعية”نساء من أجل التنمية” –الجهة المنظمة لهذا العرس الثقافي- منوهة بأعمال الأديبة فاطمة أتوليد ومهنئة إياها بهذا الإصدار، متمنية لها المزيد من والعطاء، لأن الساحة الوطنية لازالت في أمسّ الحاجة إلى الإبداع والمبدعين
وكما جرت العادة في مثل هذه الأماسي فإن توقيع الإصدار بعبارات المحبة والود، والتحفيز على المطالعة والكتابة، وإمضاء المبدع، تكاد تكون الفقرة ما قبل الأخيرة، حيث وزعت الكاتبة الابتسامة والكتاب على الحاضرين، موثقين اللحظة بصور تذكارية تحمل أرقى المعاني، وأسمى القيم، وعبارات التشجيع على الإبداع.
لم يخل اللقاء من توصيات رفعها الأدباء والشعراء، والدعوة إلى التكتل صفا واحدا للرقي بالمشهد الثقافي الوطني ووضع الأسس المتينة للعبور بهذا القطاع إلى بر الأمن
اختتمت الأمسية الثقافية، على الساعة السابعة مساء باستراحة شاي باذخة تداول فيها الحاضرون جزئيات وتفاصيل، وهموما فكرية مشتركة، وأسئلة قلقة، في حوارات ثنائية وجماعية، هنا وهناك، عبر أركان القاعة
”كرم” الإلهام والإبداع
و للإشارة أيضا هنا في الختم،فقد كتب عن إصدارها الجديد موقع “أضواء ميديا” بتاريخ فاتح دجنبر 2021، مادة لطيفة جاءت كالتالي:صدر مؤخرا للشاعرة فاطمة أتوليد، مؤخرا، مؤلف إبداعي باللغة الفرنسية موسوم بـ
تسأل المبدعة المتقاعدة من سلك التعليم، عن مؤلفها وأين يمكن تصنيفه؟ لترد عليك بعفوية ظاهرة يبدو أنها اكتسبتها من سنوات التدريس الفرنسية: هي نصوص نثرية وكفى
وفي الجواب، تكتشف أن المبدعة القادمة من جغرافية أطلسية “محفوفة” بالماء الجاري كالسفر والجبل… و”كرم” الإلهام والإبداع
تجد المبدعة فاطمة أتوليد القادمة من إيموزار كندر، في الطبيعة، طبيعتها، ملاذا لإبداع نصوصها الخلاقة… وفي السفر أيضا، وهي التي دأبت على تسجيل اللقطة/ الصورة كلما مرت بمكان ما.. وتجعل منه ذكرى جميلة عبر نص موغل في العمق، مهما بدت لغته بسيطة
ولعل سنوات التدريس أكسبتها كيفية المرور إلى القلوب والأحاسيس عبر كتابة اكتسبت بدورها غير قليل من ذاك الذي سماه البلاغيون السهل الممتنع
في محاولة ترجمة, خشينا أن تخوننا الترجمة، ألا يقولون عادة إن الترجمة خيانة للنص الأصلي؟
تركنا الترجمة لئلا نعكر صفو فاطمة أتوليد بينما هي في رحلة “استرخاء” لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ أخرى في ولادة أخرى لحياة مبدعة تبدو أيضا محفوفة بدفق إبداعي قادم وواعد
من أشهر الأمثال والحكم الفرنسية المترجمة إلى اللغة العربية
Quand la pauvreté entre par la porte, l’amour s’en va par la fenêtre
عندما يدخل الفقر من الباب يخرج الحب من النافذة
On ne peut empêcher le chien d’aboyer, ni le menteur de mentir
لا يمكننا أن نوقف الكلب عن النباح ، ولا الكاذب عن الكذب
Aime-toi et tu auras des amis
أحب نفسك وسيكون لديك أصدقاء
Vieille amitié ne craint pas la rouille
الصداقة القديمة لا تخشى الصدأ
Un bon père de famille doit être partout, Dernier couché premier debout
الأب الصالح دائما بالعائلة،آخر من ينام وأول من يقف
L’école de la vie n’a point de vacances
مدرسة الحياة ليست لديها عطل
Avec du temps et de la patience, on vient à bout de tout
مع الوقت والصبر ،يتم كل شيء
L’argent ne fait pas le bonheur, mais il y contribue
المال لا يحقق السعادة، لكنه يساهم في صنعها
L’amitié se finit parfois en amour, mais rarement l’amour en amitié
تنتهي الصداقة في بعض الأحيان بالحب، لكن نادرا ما ينتهي الحب بالصداقة
Celui qui sème l’injustice moissonne le malheur
من يزرع اللاعدل يحصد سوء الحظ
La persévérance vient à bout de tout
المثابرة تتغلب على كل شيء

عبدالفتاح المنطري
كاتب صحافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!