فرنسا: عشرات الفتيات يُمنعن من دخول المدارس لارتدائهن العباءة

جلال الدحموني6 سبتمبر 2023
 فرنسا: عشرات الفتيات يُمنعن من دخول المدارس لارتدائهن العباءة

 

منظمات إسلامية: الحظر يخلق خطرا كبيرا بالتمييز

أعادت المدارس الفرنسية عشرات الفتيات إلى بيوتهن في اليوم الأول من العام الدراسي، لرفضهن خلع عباءاتهن، في خطوة أثارت جدلا واسعا في البلاد.

وقال وزير التربية والتعليم الفرنسي غابرييل أتال، إن ما يقرب من 300 فتاة حضرتن المدارس صباح أمس الاثنين مرتدين العباءة، لكن معظمهن وافقن على تغيير ملابسهن، فيما رفض 67 وُعدن إلى منازلهن.

وأعلنت الحكومة الفرنسية الشهر الماضي أنها ستحظر العباءة في المدارس، قائلة إنها تخالف قواعد العلمانية في التعليم التي شهدت بالفعل حظر الحجاب الإسلامي على أساس أنه يمثل إظهارًا للانتماء الديني.

وأسعدت هذه الخطوة اليمين السياسي، لكن اليسار المتشدد قال إنها تمثل إهانة للحريات المدنية.

وقال أتال إن الفتيات اللاتي رفضن الدخول حصلن على رسالة موجهة إلى عائلاتهن تقول إن “العلمانية ليست عائقا، إنها حرية”.

وقال الوزير إنه إذا حضروا إلى المدرسة مرة أخرى وهم يرتدون العباءة فسيكون هناك “حوار جديد”.

وفي وقت متأخر من يوم أمس الاثنين، دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإجراء المثير للجدل، قائلا إن هناك “أقلية” في فرنسا “تختطف الدين وتتحدى الجمهورية والعلمانية”، مما يؤدي إلى “أسوأ العواقب”.

واستشهد بمقتل المعلم صموئيل باتي قبل ثلاث سنوات لأنه عرض رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد خلال فصل تعليم التربية المدنية.

وقال في مقابلة مع قناة HugoDecrypte على موقع يوتيوب: “لا يمكننا أن نتصرف وكأن الهجوم الإرهابي، مقتل صموئيل باتي، لم يحدث”.

وفي رد على الحظر، تقدمت جمعية تمثل المسلمين بطلب إلى مجلس الدولة، أعلى محكمة في فرنسا للشكاوى ضد سلطات الدولة، لإصدار أمر قضائي ضد الحظر المفروض على العباءة والقميص، وهو اللباس المعادل للرجال.

وحذر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي أنشئ لتمثيل المسلمين أمام الحكومة، من أن حظر العباءة يمكن أن يخلق “خطرا كبيرا بالتمييز” وقال إنه يدرس رفع شكواه أمام مجلس الدولة.

وأعربت عن مخاوفها بشأن الضوابط “التعسفية” وأن معايير تقييم ملابس الفتيات الصغيرات يمكن أن تستند إلى “الأصل المفترض أو الاسم الأخير أو لون البشرة” بدلاً من ما يرتدينه.

وصدر قانون في مارس 2004 يحظر “ارتداء اللافتات أو الملابس التي يظهر بها الطلاب ظاهرياً انتماءهم الديني” في المدارس.

ويشمل ذلك الصلبان المسيحية الكبيرة والقبعات اليهودية والحجاب الإسلامي. وعلى عكس الحجاب، احتلت العباءات منطقة رمادية ولم تواجه أي حظر صريح حتى الآن.

وكانت هذه القضية هي الموضوع المهيمن على السياسة الفرنسية بعد العطلة الصيفية، حيث اتهم اليسار المتشدد الحكومة بمحاولة حظر العباءة للتنافس مع التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان والتحول أكثر إلى اليمين.

 

الاخبار العاجلة