أدت أشهر من العلاقات المتوترة على طول الحدود البولندية البيلاروسية إلى اتهامات متبادلة بين البلدين ، مع اعتبار وارسو ذلك تهديدًا متصاعدًا ، وهو شعور رفضته مينسك. يتضمن الفصل الأخير من هذه الملحمة المستمرة مزاعم بولندا بشأن غارات جوية في بيلاروسيا ، وهو ادعاء نفاه بشدة الجيش البيلاروسي.
عززت بولندا وجودها على طول حدودها الشرقية وعززت الأمن من خلال قواتها المسلحة. ويأتي هذا الرد في أعقاب التهديدات المتزايدة الأخيرة ، بما في ذلك انتهاك مروحيات بيلاروسية للأجواء البولندية وسط تدريبات عسكرية على طول الحدود ، وفق ما أوردته صحيفة “دي تسايت” الألمانية.
إن تعزيز بولندا لحدودها الشرقية له ما يبرره من خلال مزاعم بانتهاكات للمجال الجوي البيلاروسي ، على الرغم من دحض هذه التأكيدات من قبل الجيش البيلاروسي. بدورها ، اتهمت وزارة الدفاع البولندية وارسو بالبحث عن ذريعة لنشر المزيد من القوات على الحدود.
أدى نشر مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة في بيلاروسيا ، في أعقاب التوترات مع الجيش الروسي والرئيس فلاديمير بوتين ، إلى وضع بولندا في حالة تأهب. وأكد رئيس الوزراء ماتيوز مورافيتسكي وصول 100 مقاتل من فاجنر بالقرب من مدينة جرودنو البيلاروسية ، بالقرب من الحدود البولندية ، واصفا إياها بأنها “تهديد متزايد”. رداً على ذلك ، سمح وزير الدفاع البولندي ماريوس باشاكزاك بسرعة بزيادة أعداد القوات على طول الحدود ، بما في ذلك نشر طائرات هليكوبتر هجومية في المنطقة.
وفقًا لبولندا ، استند اكتشاف المروحيات إلى تقارير من السكان ، الذين كافحوا للتعرف عليهم بسبب تحليقهم على ارتفاع منخفض. ونشر مواطنون صورا لطائرات الهليكوبتر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد محاولاتهم الفاشلة في التعرف عليهم. في البداية ، نفى الجيش البولندي أي انتهاك لمجاله الجوي ، لكنه عدل موقفه لاحقًا بعد مشاورات مع وزارة الدفاع في وارسو.
أدت التطورات الأخيرة إلى زيادة توتر العلاقات بين البلدين ، لا سيما عندما رحبت بيلاروسيا بمرتزقة فاجنر من روسيا. ردا على ذلك ، بدأ الجيش البولندي في نشر قوات إضافية من الجزء الغربي من البلاد إلى الشرق ، في المنطقة الحدودية.
منذ عام 2022 ، قامت بولندا بتحصين حوالي 186 من حدودها التي يبلغ طولها 400 كيلومتر تقريبًا بسياج يبلغ ارتفاعه 5.5 مترًا. علاوة على ذلك ، أبلغت بولندا عن رصد تحركات لمرتزقة فاغنر باتجاه حدودها يوم السبت الماضي ، على بعد حوالي 15 كيلومترًا من أراضي عضو الناتو.
أعلنت القيادة العسكرية لمينسك أن المرتزقة في بيلاروسيا سيكونون من الآن فصاعدًا مسؤولين عن تدريب الجنود ونقل خبراتهم القتالية من العدوان الروسي على أوكرانيا.
