تعكس الأماكن التجارية المتهالكة والمحلات ذات الأعمدة المكسرة صورةً مفجعة عن مجتمع يعاني من تراجع اقتصادي وإهمال تدريجي. تشبه هذه الأماكن مشهداً من عالم بعد الزلزال، حيث يبدو أن الحياة قد تجمّدت والأمور تسير نحو الانهيار. ومع ذلك، فإن هذه المناظر لا تزال تحمل في طياتها فرصة للتجديد واستعادة الحياة
يحمل السوق البلدي بانزا ( المارشي ) … الذي تهالكت محلاته ذكريات وتاريخاً للمكان، حيث كان ومازال يزخر بالنشاط والحركة. هذا المكان كان شاهداً على ازدهار الأعمال وتبادل التجارة، وكان ملتقى للثقافات المختلفة وتبادل الأفكار. لكن مع مرور الزمن وتغير الظروف، شهد السوق البلدي بانزا (” المارشي”) تراجعاً تدريجياً حتى وصل إلى حالة الإهمال والتدهور الحالية.
ويبدو ان الوضع الحالي كشاهد على إهمال مستمر، حيث أصبحت جل اسقفه تتساقط ومتهالكة وأعمدة مكسر ومحطمة، مما يشكل خطراً على حياة التجار والمهنيين والمواطنين والسياح الأجانب وزوار المدينة حيث تظهر آثار التآكل والأمطار وعوامل الزمن بوضوح على جدرانه وأسقفه. وأعمدته المكسورة والخرسانات المفككة أصبحت تشكّل تهديداً حقيقياً للمارة وزواره فقد تسقط في أي لحظة دون سابق إنذار. هذا الخطر الوشيك يجب أن يدفع الجهات المسؤولة للتحرك على الفور واتخاذ إجراءات تأمينية جادة.
الأمر المذهل هو النقص الواضح في الاهتمام الذي حظي به مشروع تجديد السوق البلدي بأنزا النموذجي الطموح حتى الآن. في حين انه قد رصدت له ميزانية كبيرة لتطوير السوق البلدي بانزا قدرة 00, 20000000 درهم لتهيئته و كان من المقررا انطلاقة أشغاله في بداية سنة 2021 الا انه والى هذه اللحظة مازال المشهد المأساوي المتهالك، على ماهو عليه و بات كقنبلة تهدد حياة المواطنين، وخطر محدق يجب أن يدفع بالسلطات المعنية للعمل بسرعة وحزمة. في التسريع الفعلي في إعطاء إنطلاق بناء سوق نمودجي قبل وقوع الكارثة المحتملة. عمليات الإصلاح وإعادة البناء يجب أن تكون أولوية، ويجب العمل على تأمين حيات التجار والمهنيين ورواد هدا السوق بشكل دوري وسريع لضمان سلامة المواطنين.
في النهاية، إن التواصل الفعّال مع التجار والمهنيين وجمعيات المجتمع المدني قد يحقيق تعاون مشترك يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مستقبل السوق البلدي بانزا (” المارشي “) وإن التفكير بجدية في إنقاذ هذا الرمز التجاري وتجديده يمكن أن يؤدي إلى إحياء حركة التجارة والحياة الاقتصادية في المدينة، بالإضافة إلى تقدير الموروث التاريخي والثقافي الذي يحمله.
وعلى الرغم من أن انطلاق بداية الاشغال في هدا المشروع يبدو أمراً معقداً، إلا أنه يجب أن يكون له مكانة عالية في أجندة السلطات المحلية. إذا تم تنفيذه بشكل صحيح ومنظم، فإنه سيكون له تأثير إيجابي كبير على المنطقة وسكانها. سيكون تذكيراً بأهمية الحفاظ على التراث والبنية التحتية، وكذلك بقوة الإصرار والتفاؤل في مواجهة التحديات.
يتبع ……
ف ع