كتاب الاراءوطنية

عيد الاستقلال الوطني .. الدلالات العميقة والدروس البليغة ليوم 18 نونبر

بقلم جلال دحموني/ فاربريس

يخلد الشعب المغربي كل سنة يوم 18 نونبر العيد الوطني للاستقلال الذي يصادف هذه السنة الاحتفاء بالذكرى الخامسة والستين.

ويشكل هذا العيد كل سنة مناسبة وطنية نستحضر من خلالها ملحمة الاستقلال التي قادها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه بمعية الشعب المغربي في شخص جيش التحرير وفيالق المقاومة المغربية التي كافحت باستماتة من أجل تحرير الوطن من رجس الاستعمار وقدمت الثمين والنفيس.

كما يشكل هذا العيد الوطني مناسبة نستحضر فيها تاريخ آبائنا وأجدادنا وتضحياتهم في سبيل حريتنا وفي سبيل أن يحيا الشعب المغربي في وطن حر ويتنفس الصعداء فوق أرضه وتحت الشمس بكل فخر واعتزاز وكرامة.

والأهم من ذلك أن هذا العيد الوطني يذكرنا ببطولات أجدادنا وأسلافنا لنستلهم منهم الدروس في الوطنية والانتماء الوطني والقيم الوطنية وحب الأوطان لنواصل طريق العز والكرامة والعنفوان في سبيل مواصلة معارك التحرير والمقاومة ، والمتمثلة أساسا في مقاومة الجهل والتخلف والأمية والفقر وتحرير الوطن منها والاسهام في النهوض بقاطرته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والمعرفية والانتصار للقيم الانسانية والعدالة الانسانية والشرعية الوطنية والسيادة على وطننا وشؤوننا الداخلية في مختلف مجالات الحياة العامة وميادينها ، والمضي قدما ببلدنا إلى الأمام واللحاق به إلى ركب الدول المتقدمة.

وبتخليد هذه الذكرى الحافلة بالرموز والقيم، يجدد الشعب المغربي التأكيد على موقفه الثابت للتعبئة العامة والانخراط الكلي في الملاحم الكبرى للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وقيم الانفتاح والوسطية والحوار.

إن الاحتفاء بعيد الاستقلال الوطني هي أيضا مناسبة وطنية  نرسخ من خلالها التأكيد على إجماع المغاربة وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز التحديات وتذليلها والتمسك المتين بثوابت الوطن الذي أبان عنه جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة.

وسيرا على درب النضال الذي خاضه جلالة المغفور له محمد الخامس ضد الاستعمار الغاشم ، ومن بعده خلفه جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، تشهد بلادنا اليوم في ظل عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله نهضة تنموية على كافة الاصعدة والمستويات وميلاد المئات من الأوراش التنموية والإصلاحات الكبرى التي يقودها جلالته  في سبيل ترسيخ دعائم دولة المؤسسات وإعلاء مكانة المغرب بين الشعوب والأمم، في إطار من التلاحم والتمازج بين كافة شرائح الشعب المغربي وقواه الحية، وذلك في أفق كسب رهانات التنمية المندمجة والعمل على إرساء أسس اقتصاد عصري وتنافسي حديث وتكريس قيم الديمقراطية والمواطنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى