أحادية أو ثنائية قطبية: صراع وجود أم صراع تواجد.

أحادية أو ثنائية قطبية: صراع وجود أم صراع تواجد.

لعل المتتبع للشأن السياسي العالمي، ينظر الآن لما يحدث في العالم من نزاعات و حروب، و من أزمات صحية و اقتصادية، يسأل عن مصير هذا العالم الذي ضاق على القوى العالمية: الولايات المتحدة الامريكية، و روسيا. بعد انتهاء الحرب الباردة و انهيار جدار برلين، أصبح العالم أجمع تحت رحمة USA وحشدت التأييد و الحلفاء لكل سياساتها التي لم تكن تناقش و كأنها قرآن منزل، فصالت و جالت حتى في الميادين الاجتماعية الرياضية منها مثلا: فكانت تحصد المراتب الأولى و تحطم الأرقام القياسية في التظاهرات الرياضية العالمية، وسعت إلى فرض سيطرتها على العالم أجمع، فسمية بشرطي العالم، الشيء الذي لم يرق لمساندي التيار الاشتراكي حتى و إن كان قد اندثر أو نام بالأحرى لفترة ليست بالبسيطة.

هيمة ابناء سام على العالم.

يستقظ الدب الروسي بعد سباته العميق ليعلن عن وجوده بل يفرضه بالقوة و السيطرة، و قد لاحظنا أن روسيا في السنوات الأخيرة بدأت تتدخل و تبدي برأيها في كل الأحداث العالمية، و تستعمل حقها في مجلس الأمن: حق الفيتو، إن لم ترقها مجريات الاحداث، و نزلت بقوة أيضا في مجالات ترابية لم تكن لها موطن قجم فيها فيما سبق، كسوريا، و افريقيا، و الآن أوربا بالوكالة عن طريق حملتها العسكرية على اوكرانيا كما يحلو لمروض الدبب بوتن.

فهل هي عودة التوازن العالمي؟ و رجوع الثنائية القطبية؟ أم مجرد سحابة عابرة ستنتهي بالقضاء النهائي على المعسكر الاشتراكي؟

صراع الثيران و حلبته المعمورة عامة.

كل هذه الأسئلة سيجيب عنها الوقت الراهن و الأحداث الجارية في العالم، و أكيد أن المتفوق سيكتب التاريخ، ويسطر خارطة الطريق العالمية الجديدة، وأيضا سيحدد القوانين العامة و المنظمة للتوازنات الاقتصادية، السياسية، وحتى الاجتماعية المتجلية في دور كل المنظمات الدولية الغير حكومية و التي تشتغل في المجال الانساني و الحقوقي.

الصين و دورها في ضبط التوازن العالمي.

حتى لاننسى الدور الكبير الذي يلعبه التنين الأحمر: الصين الشعبية، و التي فرظت تواجدها بالقوة المنطقية، حيث غزت الأسواق العالمية، وسيطرت على التجارة العالمية، و نافست القوى العظمى في عقر دارها، و هي اليوم تتوسع في افريقيا لأن هذه الأخيرة تعتبر سوقا عالمية خصبة و شاسعة يمكن الاستفادة منها لتروييج البضائع و البحث عن أسواق عالمية جديدة، لفك التضخم و الازدحام الذي تشهده الأسواق الكلاسيكية الأخرى.

و اليوم للصين الشعبية كلمة مسموعة و قوة اقتصادية كبيرة، ومكانة أيضا في السياسة و الاقتصاد العالمي، و ستلعب دورها الريادي في فرض الأحادية أو الثنائية القطبية.

أحادية أو ثنائية قطبية: صراع وجود أم صراع تواجد.
أحادية أو ثنائية قطبية: صراع وجود أم صراع تواجد.
الاخبار العاجلة