فار بريس
استقبل الرئيس التركي في قصره بالعاصمة أنقرة، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ برفقة زوجته، استقبالا رسميا حافلا، في أول زيارة من نوعها منذ 14 عاما. الإعلام التركي وصف الزيارة بـ “التاريخية”، وكُتبت على طائرة هرتسوغ المتهجة إلى أنقرة عبارة “سلام وتعاون” باللغة التركية… ليس هذا موضوعنا، ولكن نعرف بأن في بلدنا تيار إخواني يعتبر تركيا قبلة له، ويرى أتباعه في إردوغان “خليفة المسلمين” الذي سيُعيد “أمجاد” أمبراطورية الدم، ويدينون بالولاء له جهارا، ويملأون الطائرات إلى اسطامبول ذهابا وإيابا مع نسائهم طوال السنة، ويسجلون أبناءهم هناك مثلما استفادوا هم أنفسهم من امتيازات كثيرة وتلقوا تكوينات في كيفية الصعود إلى الحكومة وكيفية البقاء فيها لأطول مدة ممكنة، وكيفية إبرام الاتفاقيات المربحة لتركيا والتي تعمق العجز التجاري لبلدهم.
هؤلاء “المغاربة الأتراك” يمارسون التصعيد ضدّ كل من تعامل مع إسرائيل، في المشرق والمغرب، ويقومون بتخوينه والتشهير به، لكنهم لم ينطقوا بكلمة أمام استقبال خليفتهم للرئيس الإسرائيلي، بل منهم من يرى في تلك الزيارة “حكمة إلهية” لا تقوى عقولنا المحدودة على فهمها ولا يدركها إلا “الراسخون في العلم”. ومنهم من يرى في قرارة نفسه أن الخليفة إردوغان تركي وليس معنيا بما يُلزم “العرب” من مواقف تجاه فلسطين، وأن من حقه التفكير بشكل مختلف عن ثوابت “الأمة العربية” و”الوطن العربي”.
إننا نحترم جميع الآراء والمواقف إن كان فيها قدر من الانسجام والحسّ الإنساني، لكننا لا نهضم التناقضات الفاضحة، لأنها تنبئ عن نهج غير نظيف في العمل والولاءات، وفي المشروع والأهداف المبيّتة.