كتاب الاراء

اقتصاد الريع

فار بريس

يوسف المجاهد

الريع ببساطة أيها الأصدقاء هي الأموال التي تصرف دون أن تأتي بأرباح وراءها، و هو ضد الاستثمار.

نعود الآن إلى الدولة، فنحن الآن نعيش في عالم متسارع، حيث متطلبات الحياة تتصاعد بدرجات مهولة و لكي تتمكن الدولة من الاستجابة لمتطلبات مواطنيها، عليها مواكبة نفس التسارع، و هذا يعني ضرورة تحقيق نسب نمو توازي ذلك. تقارير سابقة حددت نسب النمو التي يتوجب على الدولة المغربية تحقيقها في 5 إلى 6 في المئة على الأقل، في حين أن ما تحققه فعليا هو 1 في المئة فقط و هذه السنة ينتظر تحقيق تراجع ب5 في المئة، أي عودة إلى ما قبل 2015 على الأقل. و هذا يعني أن نمو الاقتصاد الوطني يسير بوتيرة بطيئة مقارنة مع نمو المتطلبات.

عموما، كل سنة تحصل الدولة على مداخيل و تدبرها بالطريقة التي تبدو لها مناسبة. المطلوب هو أن تصرف هذه المداخيل بعقلية استثمارية لتعطي أرباحا للدولة ترتفع بها مداخيل الدولة للسنة المقبلة، و ترتفع بذلك نسبة النمو. و هنا كلما صرفت الأموال بعقلية الريع، انخفضت الأرباح و تباطأ معها النمو.

لهذا فأي سنتيم يصرف من المال العمومي ينبغي وجود لجنة من أطر الوزارة لدراسة جدواه و فعاليته. فلم يعد مقبولا بعد الآن صرف الأموال لإرضاء الخواطر، ولا إخراج الميزانيات لمؤسسات أخرى تصرفها بكل حرية دون تقارير تحدد بالضبط كيف سيتم صرفها و لماذا. أعطي أمثلة:

1- الميزانيات الضخمة التي تصرف على جمعيات المجتمع المدني، أغلبها ذات أنشطة تافهة إذا لم تكن منعدمة.

2- الميزانيات الضخمة التي تصرف على الرياضات، دون أن نرى ملاعب قرب في الأحياء ولا اكتشافا لمواهب رياضية حقيقية.

3- الميزانيات الضخمة التي تصرف على الادارة، سواء من موظفين أو معدات أو سيارات و مستلزماتها، في حين يمكن تقليصها بشكل كبير إذا اعتمدنا الإدارة الإلكترونية.

4- غياب المراقبة على الصفقات التي تبرمها الدولة. إذ كيف يعقل أن مقاولات عادية يمكن أن تبرم نفس الصفقة مع نفس الشركة بثمن أقل بكثيير مما حدد مع الدولة، رغم أن الدولة توظف لديها خبراء يفترض أن يتقنوا التفاوض و تحديد الأسعار.

5- المهرجانات و الفنانين، ينبغي تحديد الهدف منهم و صرف الأموال بما يحقق هذه الأهداف فقط و ليس إعطاؤها لمن هب و دب.

هناك أوراش اقتصادية هامة لازالت متعثرة، كما أن هناك ثروات لا يتم استغلالها بشكل صحيح بسبب غياب بعض المسلتزمات اللوجستية، و هذه الأشياء هي الأولى باستثمار أموال الدولة من أجل خلق الثروة، و تسريع النمو لمواكبة آمال وطموحات الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى