كتاب الاراء

الفيروس التاجي لا يريد أن يغادرني ولو بعد شهر من المرض في سجن_كوفيد!!

فار بريس

بقلم الدكتورة نورة الجرادي / السمارة

شكرا للحكومة التي توزع المكافآت والملايين في ظل الجائحة للمطربين وللتافهين وأنا كافأتني على مبادئي الغير النافعة، ووفائي لقسم الطبيب ونضالي في مستشفاها العفن الوسخ، وبؤرة الوباء من دون سلاح شكرا حكومة فاسدة وزعت مال الريع والمال السايب و أهدتني فيروسا يقتل كل خلية مناعة وصبر في جسمي نداء للمغاربة الشرفاء.. لمرضاي المساكين بالصحراء المنسية الذين كنت أعاينهم من مستشفيات وطني العفنة البئيسة..

لزملائي الأطباء، الذين ماتت كرامتهم منذ زمن طويل كغيرهم من الأطر الذين أفنوا زهرة الشباب في التحصيل ولم يعلموا أن كفاءات الوطن الحقيقية هي مطربوه و إلى المغاربة إلى قضاة المغرب، لصحافييه، لدارسي القانون، لمحاميه، للسياسيين والمسؤولين عن مراقبة المال العام :


أقول : أنجدوني من سجن كورونا ولا تتركوا حقي ولو بالقانون وأقول لوزارة الصحة شكرا على مكافئتي بهاذا الخبر الجميل صباح اليوم، وخيرا منها أن أخبرتني بأنني مازلت أحمل لعنتها وشيطانها قبل الفيروس شكرا للوزارة على سجني مدة شهر في ظروف لا إنسانية ومع ذلك صبرت وإحتسبت حفاظا على حياة الناس لأنني طبيبة وأول من أقسم على الحفاظ على البشرية وحياة الناس……في حين الفاسدون يعبثون بالمال السايب في أفخم الفنادق مع شيخات المغرب و* شكرا يا وزارة الصحة حقاش درتي ليا التحليلة ثاني فابور شكرااا على إصابة إلتقطتها من مشفاك المهترء العفن الوسخ، شكرا لحكومة السي العثماني على هذا التعذيب النفسي وتحطيم آخر أمل!!

في جعبتي الكثير من الغيض والندم والألم الاخلاقي تجاه مبادئي التي تعلمتها ولم تنفعني…. في قلبي حرقة على تسع سنوات ضاعت هباء من عمري في خاطري المكسورة ندم لأنني عملت بمصلحة كوفيد بمستشفى متسخ عفن، بالله عليكم دعوني أسائلكم أيها المغاربة، آش غتسناو دابا مني ومن طبيب طموح وخريج جديد، جا لأقصى الصحراء ما بينه وبين الحدود إلا فرقعات رصاص وحفنة رمال.. وفعلت ذلك عن طواعية في ظل التعاقد الحر ولم يجبرني أحد أبدا!! إلا طموحي وشغفي بعد أن عملت بجنوب المغرب في مدينة طاطا المنسية طبيبة تعيش كل يوم في بؤرة في حين مطربو المغرب تيغنيو من السطوح والفاشلون ينتقدون من وراء شاشات هواتفهم الذكية.

أقسم بالله، و المندوب والسؤولون شاهدون أنني لمأرفض أبدا ولو في خيالي العمل بمصلحة كوفيد، على أن مناعتي سيئة بسبب كل الرواسب التي خلفتها الحكومة علينا وعلى المرضى!! أصبت بالفيروس لم أحزن وإعتبرت ذلك سهما أصابني في سبيل الله، وحسنة جهاد في معركة الوباء..

كتبت رسالتي وبقيت أقوم بدور التوعية من أجل الوطن وأقسم بالله كنت آمل أن أشفى وأن أستأنف عملي بنفس المصلحة، ومدرائي يشهدون بكفاءتي وحزمي وغيرتي على مهنتي التي أحبها… وللأسف أنني أحبها بإخلاص…
ولكن ما هو المقابل : هو أن سجنتني بين أربع حيطان، في سجن إنفرادي!!
هو أن أسالت دموعي وحرقت قلب والداي وأحزنت كل أحبائي على أنني لم أنتظر منهم مقابلات.. حتى حاجياتي الخاصة بسجن كوفيد أقتنيها من مالي الخاص.. ومن راتب وفرته، لأنني ببساطة لم أتلق راتبي لمدة شهرين. فماذا تنصحونني بعد أن دخلت المعركة وأنا أعلم كل هذا؟؟؟؟؟؟؟
إنصحوني بعد أن تعلموا أنني لا أتوفر على تغطية صحية يعني أي مخلفات على جهاز تنفسي سوف أدفع ثمنها طوال عمري وعلى نفقتي الخاصة!!!!!!!!!!!!

إلى مرضاي : كيف تتخيلون رجوعي إليكم، إن شفيت بعد أزمة طالت وإشتدت؟؟

  • كيف سوف أعاينكم وكيف سوف ألتزم بقسم الطبيب؟؟ بعد أن خدلتني الحكومة لتوزع مال الريع على الرعاع؟
  • كنت وعدت أن أرجع للجهاد.. لم أطالب لا بحقي ولا بحادث مهني، ولم حتى بعلبة دواء باراسيتامول جيدة، وإشتريتها لأن الوزارة مسكينة ما عندها الفلوس !!!

سوف أجيبكم : لن أرجع ولن أعمل بمصلحة كوفيد!!!!!!!!!!! ما دمت بدون حماية ولا تشجيع ولا حتى حقي ككل الناس!!
وهاته المرة إن نسيت وتذكرت قسم الطبيب ومبادئي الغبية التي لم تنفعني في سجن كوفيد حيث نسيني الكل وخانوني بعد أن ألقيت بنفسي في معركة ضيزى وغير رابحة، معتبرة ذلك جهادا سوف أتذكر دموع أمي الخارقة فالخفاء.. سامحيني يا أمي لأنني حرقت قلبك علي سامحيني فالوطن خانني وطعنني وكسرني لن أكرر الخطأ وسوف أحمل جروحه كما حملت خذلان الوطن من زمن طويييل صحتي الجسدية جد متعبة ونفسيتي فالحضيض وإنتهى آخر أمل لي في حكومتنا، التي توزع المال العام لتشجيع الريع والدعارة والتفاهة بالملايير..نسيت جنودها في أرض المعركة من دون حتى بكلمة شكر!! نفسيتي جد متدمرة، وما بدأته كورونا أنهته الحكومة اليوم بخدلانها..فبعد ثلاث أسابيع إستشفاء بسجن كورونا.. للأسف كنت أعلم وأحس بقلب الطبيب أن الفيروس مازال يسكنني.. منذ بداية الشهر عندما زارني بأعراضه الحادة عرفت أن الحرب سوف تكون حامية الوطيس، ما دامت البدايات، غير مبشرة بتاتا. أنا أعلم كل حيثيات الوباء وتأثيره على مناعة الإنسان ومدى آثاره وجروحه ومخلفاته على من إستسلمت مناعتهم وضعفت….غير أنني تمنيت أن أزف خبرا مفرحا لأمي تمنيت أن أخبى عنها آلامي كما تعودت منذ صغري بكل قوة!! تمنيت أن ترجع أيام زمان فأبكي في خفاء وأمام وجهها المشرق أضحك أن أفشل وفي حظرتها أتظاهر بالنجاح لأفرحهها أن أحس بالجوع وفقط برؤيتها أشبع أن أحمل آلاما لا تنتهي، وفي حضنها أشعل شموع الفرح، إلا هاته المرة لم أستطع ولن أستطيع أن أخبئ عن أمي آلاامي أتعرفون لماذا ؟! لأنها تعلم وتحس بقلب الأم، وقبل أي تحاليل مخبرية ولا آراء طبية وقبل كل الناس!! أنني لست بخير!!!

شكرا لأصدقائي وصديقاتي ولكم جميعا وآسفة عن عدم القدرة على الإجابة على إتصالاتكم ورسائلكم رجاء تقبلوا إعتذاري فظروفي الصحية و النفسية سيئة جداا، لا تنسوا الوقاية وإن لم يكن من أجلكم!! إفعلوا ذلك فقط من أجل أهاليكم ووالديكم من أجل الشيوخ ومرضى السرطان وحاملي الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة جميعا لا تدخلوا عليهم عدوا وهم بدون مقاومة ودفاع!! رجاااء من أجل هؤلاء فقط !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى