لغرق عاصمة جنوب إفريقيا الاقتصادية والمالية، جوهانسبورغ، في ظلام دامس، مساء أمس الأربعاء، بعد اندلاع حريق ضخم في محطتين لتوزيع الكهرباء بوسط المدينة، ناتج عن سرقة أسلاك كهربائية.وأفاد الناطق الرسمي باسم شركة “سيتي باور” لتوزيع الكهرباء، إيساك مانجينا، أن “التقنيين ما زالوا متواجدين في عين المكان من أجل إصلاح الأضرار، لكن لا نستطيع تحديد موعد عودة التيار الكهربائي في عدد من النقاط بوسط المدينة”.وأوضح مانجينا أن انقطاع التيار الكهربائي سيستمر في بعض أرجاء جوهانسبورغ حتى الأسبوع المقبل، بينما لا يزال من غير الواضح كيف تمكن المشتبه بهم من الوصول إلى الأسلاك الكهربائية تحت الأرضية.ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها جوهانسبورغ لانقطاعات كهربائية بسبب التخريب والسرقة. ففي الأشهر الأخيرة، حذرت “سيتي باور” من ارتفاع مقلق في حوادث سرقة الكابلات والاعتداء على بنى التحتية، مما تسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.ويعود ذلك جزئيًا إلى ضعف صيانة البنى التحتية في المدينة، وتفشي ظاهرة النهب، خاصة في الأحياء المهملة. ففي أغسطس 2023، اندلع حريق ضخم في مبنى آيل للسقوط في وسط جوهانسبورغ، تعرض للإهمال بعد انهيار نظام الفصل العنصري، مما أسفر عن مقتل 74 شخصًا، من بينهم 12 طفلاً.وفي يونيو من نفس العام، وقع انفجار ضخم ناتج عن تسرب غاز في وسط المدينة، مما أدى إلى مصرع شخص واحد وإصابة 40 آخرين.تُظهر حادثة انقطاع التيار الكهربائي الأخيرة في جوهانسبورغ هشاشة البنى التحتية الحيوية في المدينة، والتي باتت عرضة للتخريب والسرقة بشكل متكرر.وتُعد هذه الأزمة بمثابة جرس إنذار للحكومة المحلية، لتعزيز جهودها في صيانة البنى التحتية، ومكافحة الجريمة، وضمان أمن وسلامة المواطنين.فبدون بنى تحتية قوية وموثوقة، لا يمكن لأي مدينة أن تضمن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة،يُخشى أن تؤدي انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية سلبية على جوهانسبورغ.فقد تُعطل هذه الانقطاعات النشاط التجاري والصناعي، وتُعيق تقديم الخدمات الأساسية، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، وارتفاع معدلات البطالة، وتدهور نوعية الحياة.كما تُثير هذه الأزمة مخاوف أمنية، حيث قد تُشجع الظلام على انتشار الجريمة والعنف.
