الدورة الثامنة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية: تراث مغربي متجدد”

جلال الدحموني18 أكتوبر 2023
الدورة الثامنة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية: تراث مغربي متجدد”

 

تعتبر مدينة مراكش، الملتقى الثقافي والفني الرائع للمغرب، مكانًا يستضيف الكثير من الفعاليات والمهرجانات التي تعكس تراث البلاد وإبداعها الثقافي. وفي هذا السياق، انطلقت مساء أمس الثلاثاء فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية، وهي فعالية تحمل رسالة ثقافية هامة برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

تحت شعار “فن الملحون ديوان المظاهر الحضارية للمغاربة – الصناعة التقليدية نموذجا”، انطلقت هذه الدورة بفعاليات افتتاحية رائعة. وقد تميز حفل الافتتاح بتنظيم أمسية لفن الملحون بمشاركة الجوق الوطني لفن الملحون برئاسة محمد الوالي والشيخ الحاج امحمد الملحوني. الحاضرون استمتعوا بمختارات من روائع وقصائد فن الملحون التي أداها مجموعة من الفنانين الموهوبين.

يعكس هذا المهرجان الجميل تراث المغرب وثقافته العريقة من خلال الصناعة التقليدية. وفي كلمته خلال الحفل، أشاد المدير الفني للمهرجان، أنس الملحوني، بأهمية هذا التراث ودوره البارز في الإرث الحضاري للمغرب.

رئيس جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، عبد الرحمان الملحوني، أكد أيضًا أهمية تدوين فن الملحون وتخزين التراث المغربي المراكشي. وأوضح أن هذه الدورة تسعى إلى تسليط الضوء على دور شاعر الملحون في الحفاظ على المهن التقليدية وتوثيقها، مثل فن العمارة المغربية وفن القبب، والجهود التي يبذلها الصانع التقليدي في هذا السياق.

التكريم كان جزءًا مهمًا من الحفل، حيث تم تكريم خبير الصناعة التقليدية عبد العزيز الرغيوي، الذي يُعد من أبرز الصناع التقليديين في المغرب. إن تكريم شخصيات مثل الرغيوي يشجع على الحفاظ على التراث والحرف التقليدية ويعزز الوعي بأهميتها.

الرغيوي عبّر عن سعادته بهذا التكريم وأشار إلى أهمية الحرف التقليدية في المحافظة على الهوية والتراث المغربي. وأشاد بدور هذا التراث في إثراء الثقافة والتاريخ المغربي.

هذا المهرجان الفني لا يقتصر على عروض فن الملحون فحسب، بل يضم أيضًا أمسيات موسيقية وندوات ثقافية تعكس التعدد الثقافي والفني للمغرب. ويشهد البرنامج توقيع عدد من الإصدارات الثقافية والأدبية، مما يسهم في إثراء المشهد الثقافي بمزيد من المعرفة والفهم.

إلى جانب الفعاليات الفنية والثقافية، ستنظم ندوة حول موضوع “الملحون.. ديوان المظاهر الحضارية للمغاربة – الصناعة التقليدية نموذجا”. وستشمل الفعاليات أيضًا أنشطة تربوية واجتماعية تعكس التزام المهرجان بالمجتمع والشباب.

توزع الفعاليات على عدة أماكن داخل مدينة مراكش، مما يسمح للمشاركين بالاستمتاع بمختلف الجوانب الثقافية والفنية للمهرجان. ويعكس هذا التنوع غنى وتعددية التراث المغربي.

نظم هذا المهرجان بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبالتعاون مع ولاية جهة مراكش آسفي ومجلس الجهة والمجلس الجماعي لمراكش، مما يعكس التزام الجهات المختلفة بالمحافظة على التراث ودعم الفنون والثقافة في المغرب.

بهذا المهرجان، نرى كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للمحافظة على التراث والتعبير عن الهوية الثقافية. إن مراكش مكان مناسب للاحتفال بالتراث والفن، والدورة الثامنة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية تعكس بشكل ممتاز هذا الروح الثقافية والفنية الفريدة.

الاخبار العاجلة