كشفت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الأحد عن تسريبات أمنية تتعلق بوزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، الذي وجد نفسه في موقف محرج بعد مشاركته تفاصيل خطة هجوم على جماعة الحوثي اليمنية عبر محادثة جماعية على تطبيق المراسلة “سيجنال”. المحادثة، التي كانت تضم أيضًا زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي، تسلط الضوء على استخدام مسؤول رفيع منصب لتقنية غير مُصممة لتبادل المعلومات الحساسة، مما يُثير تساؤلات حول سلامة الإجراءات الأمنية في الإدارة الأمريكية التسريبات كانت قد ابتُليت منذ مارس الماضي، حيث أُثيرت الضجة بعدما أفادت “ذا أتلانتيك” بتفاصيل الهجوم الذي أُجري قبل أسابيع. ويرجّح أن المعلومات حُصِلت عن طريق خطأ إداري تمثل في إضافة رئيس تحرير المجلة، جيفري جولدبرج، إلى محادثة منفصلة، مما جعل التسريبات تتسرب إلى وزارة الدفاع (البنتاجون) بشكل غير مقصود ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد شملت المحادثة أيضًا تفاصيل دقيقة حول الجدول الزمني للغارات الجوية، ما يُثير القلق بشأن مدى انسيابية انتقال المعلومات الحساسة بين كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب. وقد أسفر هذا الحادث عن إقالة دان كالدويل، أحد مستشاري هيجسيث، الأسبوع الماضي بعد تحقيق داخلي أكّد تسريب معلومات غير مصرح بها، مما يزيد من حجم الأزمة التي يواجهها وزير الدفاع من المثير للاهتمام أن زوجة هيجسيث، جينيفر، كانت حاضرة أيضًا في اجتماعات حساسة مع نظرائها من العسكريين الأجانب، الأمر الذي يعكس على ما يبدو ضعفًا في معايير الأمان عند تداول المعلومات. في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن أمن المعلومات في العالم الرقمي، تعد هذه الحادثة بمثابة تذكير صارخ بأهمية اختيار المنصات المناسبة للتواصل تطرح هذه الأحدث تساؤلات هامة حول مدى قدرة المسؤولين على حماية المعلومات الاستراتيجية، وتتطلب مراجعة شاملة لاستراتيجيات التواصل في القطاعات الأمنية. فهذه التسريبات قد لا تكون مجرد مشكلة تقنية، بل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي.
