مجتمع

“ماتصوطش عليا سمّك” حملة مغربية لمنع التدخين في الفضاءات العمومية

فار بريس

يشهد موقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام) حملة جديدة تحت شعار “ماتصوطش عليا سمّك”، تروم تحسيس المواطنين بضرورة تجنب التدخين في الفضاءات العمومية.

وأطلق هذه الحملة المنشط التلفزيوني هشام مسرار، من خلال تدوينة على حسابه في (إنستغرام)، حيث أضاف رمز “ممنوع التدخين” ووسم “ماتصوطش_عليا_سمّك ” على حسابه الشخصي، ليتقاسمها بعد ذلك 3 ملايين مشترك. وأرفق هشام مسرار تدوينته بتعليق كتب بالدارجة المغربية يوضح هدفه من هذه الحملة، جاء فيه “التدخين فالا ماكن العامة وجه من ا وجه التخلف. كلنا يد وحدة وصوت واحد باش يصدر قانون يمنع هاد الممارسة. إلى بغيتي تعاونا باش صوتنا يوصل، بارطاجي هاد الصورة وطاغيني. التغيير كيبدا منا “. وأوضح المنشط التلفزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفكرة خطرت له بعد مروره بتجربة سيئة رفقة أسرته في مقهى بالدار البيضاء. ويحكي هشام “كنا نتناول الفطور في إحدى المقاهي أنا وزوجتي وأولادي عندما ضايقتنا رائحة سيجارة سيدة كانت تدخن بجوارنا. لم أجرؤ على أن أطلب منها التدخين في مكان آخر، ما اضطرنا لتغيير الطاولة “، فقرر مشاركة هذه التجربة مع متابعيه ” الذين تجاوبوا على نحو جيد، وهكذا انطلقت حملة ماتصوطش عليا سمّك”. وأضاف مسرار أنه بالنسبة لاختيار الإسم، فقد تم بشكل تلقائي. “لم تأخذ مني عملية التفكير وقتا طويلا. أنا أعتبر السجائر نوعا من السموم، حرية التدخين مكفولة للجميع، لكن لا يحق لهم نفث الدخان على الآخر رغما عنه” يقول المنشط التلفزي.

عندما نشر مسرار هذا الوسم على حسابه في موقع (إنستغرام) كان هدفه الرئيسي هو تحسيس مدمني التدخين بضرورة تجنب هذه العادة في الفضاءات العمومية. كما طلب مسرار، من خلال هذه التدوينة، متابعيه إعادة نشر تدوينته قصد الوصول إلى مستخدمي الإنترنت الآخرين ولم لا السلطات العمومية.

ويضيف قائلا” أتمنى أن تصل هذه الحملة إلى المشرعين، وأن يتفاعلوا معها من خلال تعديل القانون الحالي رقم 91-15، المتعلق بمنع التدخين في أماكن معينة، عن طريق إضافة المقاهي والمطاعم إلى هذه الأماكن، على سبيل المثال”.

وحظيت مبادرة “ماتصوطش عليا سمك”، التي تحصلت على أكثر من 29 ألف “إعجاب” وتمت مشاركتها آلاف المرات على الانترنت، بتفاعل واسع من لدن مستخدمي الإنترنت المغاربة. ولم يتردد العديد منهم في التعبير عن دعمهم وتشجيعهم بعبارات من قبيل، “أحسنت هشام نحن معك”، و”أنا أتفق معك تماما، أشجع مبادرتك”. بالمقابل، أثارت هذه الحملة الجديدة استياء عدد كبير من الناس. وقال هشام في هذا الصدد، “شعر الناس بأن في الأمر تدخلا في خصوصيتهم، واعتقدوا أنني أجبرهم على الإقلاع عن التدخين كلية، حتى أنني تعرضت للمضايقة برسائل صوتية”. وبغض النظر عن هذا الجانب السلبي، يؤمن هشام مسرار بهذه المبادرة ويرى أن لديها قدرة هائلة على إحداث التغيير. وأكد “لن أتوقف عند هذه التدوينة على (إنستغرام) وعلى تقاسم مستخدمي الإنترنت له. أريد أن أجسد هذا الإجراء من خلال الذهاب لمقابلة مدخنين سلبيين ونشطين في الشارع لتحسيسهم بخطورة الأمر”.

وينص القانون رقم 15.91 المتعلق بمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في بعض الأماكن، والذي صدر في 1996، في مادته الرابعة على أن هذه الأماكن تتمثل في المؤسسات العامة والمكاتب الإدارية والمستشفيات والمراكز الصحية ووسائل النقل والمسارح ودور السينما والمؤسسات التعليمية.

وتشير آخر إحصائيات وزارة الصحة إلى أن معدل انتشار التدخين في المغرب يبلغ 13.4 في المائة بين البالغين فوق سن الثامنة عشرة، 26.9 في المائة منهم رجال و 0.4 في المائة نساء (2018)، في حين يبلغ 6 في المائة في صفوف التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 سنة (2016). في المقابل يتعرض حوالي 35.6 في المائة من السكان للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية.

تبرز هذه الأرقام بوضوح السياق الذي أفضى إلى إفراز هذا النوع من الحملات، التي تظل نموذجا يحتذى لمكافحة هذه الآفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى