فاربريس
كتب لويس ماريا أنسون، واحد من عمداء الإعلام في الجارة الشمالية للمملكة، مقالا حول التغييرات الجيوستراتيجية التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى العلاقة الراهنة بين إسبانيا والولايات المتحدة مقارنة بعلاقة الأخيرة مع المملكة المغربية.
وقال “أنسون” إنه وبعد محادثات طويلة مع صحفيين أمريكيين مخضرمين، خلصوا إلى أن الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن وأجهزة المخابرات الأمريكية بدأوا “يراهنون على المغرب، ويهمشون إسبانيا”.
وأشار الكاتب الإسباني في ذات الصدد، إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية، لا تثق في حكومة ائتلافية مع الشيوعيين (في إشارة إلى تحالف الحزب الإشتراكي مع بوديموس الحاكم) وكذا علاقة بيدرو سانشيز المفتوحة أو المقنعة بأعداء الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية.
وفي ذات السياق، أوضح “أنسون” أن حكومات بيرو وكوبا وبوليفيا وتشيلي وربما كولومبيا القادمة، بالإضافة إلى المكسيك والأرجنتين أضعفت الوجود الأمريكي في أمريكا اللاتينية، إذ تعتبر واشنطن هذه البلدان بمثابة الأصدقاء الايديولوجيين لإسبانيا.
بالإضافة إلى ما سبق، ذكّر الكاتب الصحفي الإسبانية بتحذيرات الولايات المتحدة الجدية إلى إسبانيا في ثمانينيات القرن الماضي، لموقف مدريد الأولي الواضح ضد الناتو، الأمر الذي هددت بفعله واشنطن بنقل القواعد العسكرية الأمريكية من إسبانيا إلى المغرب، قبل أن يتدخل رئيس الحكومة الإسبانية آنذاك “فيليبي غونزاليس” الذي دمج إسبانيا في الحلف الأطلسي.
واستطرد الكاتب مؤكدا على أن إسبانيا “سانشيز” مختلفة، حيث إنها تحتاج إلى أحزاب قومية وشيوعية للبقاء في السلطة، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر في الاتحاد الأوروبي وواشنطن.
وأضاف “أنسون” أن واشنطن تراهن على غرب أوروبا داعم للمغرب، إذ بعد اعتراف الرئيس السابق ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء، وعدم تراجع الرئيس بايدن عن قرار سلفه، ازداد الطموح الدولي للمغرب، رغم تعرضه، حسب الكاتب، لمضايقات من قبل الجزائر وجبهة البوليساريو وإسبانيا.
وخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن الولايات المتحدة تراهن على المغرب، هي تهديد للاستقرار المستقبلي لإسبانيا، ليس بسبب تغيير محتمل للقواعد العسكرية الأمريكية، بل بسبب أن التحالفات السياسية الجديدة ستضعف إسبانيا بشدة إذا تم تأكيد تفضيل واشنطن للمغرب.
