شهد ميناء طانطان انخفاضاً مُقلقاً في كميات مُنتجات الصيد الساحلي والتقليدي خلال سنة 2024حيث سجّل هبوطاً بنسبة 45% مقارنةً بسنة 2023، وفقاً لما أعلنه المكتب الوطني للصيد. ويُمثّل هذا التراجع ضربةً قويةً لاقتصاد المنطقة، ويثير تساؤلاتٍ حول أسباب هذا الانحدار المفاجئ وآثاره المُتوقعة وبحسب التقرير الأخير للمكتب الوطني للصيد، بلغت الكمية المُفرغة من منتجات الصيد في ميناء طانطان خلال سنة 2024 حوالي 56.355 طناً، بقيمة مالية بلغت 777.951 مليون درهم. ويُظهر هذا الرقم انخفاضاً بنسبة 9% مقارنةً بسنة 2023 (855.742 مليون درهم). ويتضح من تفاصيل التقرير أن هذا الانخفاض يرجع بشكلٍ أساسيٍ إلى تراجعٍ حادٍ في كميات الأسماك السطحية، التي شهدت تراجعاً بنسبة 54% لتصل إلى 39.545 طناً، بقيمة مالية 162.411 مليون درهم، مقابل 284.586 مليون درهم في سنة 2023.
على الرغم من هذا التراجع الحاد في الأسماك السطحية، سجلت بعض أنواع الأسماك الأخرى أداءً مُختلفاً فقد شهدت كميات السمك الأبيض انخفاضاً بنسبة 13% فقط، لتصل إلى 10.962 طناً، مع انخفاضٍ طفيفٍ في القيمة المالية بنسبة 4%. أما الرخويات والقشريات، فقد سجلتا ارتفاعاً، حيث ارتفعت كميات الرخويات بنسبة 22% لتصل إلى 5.657 طناً، وارتفعت كميات القشريات بنسبة 48% لتصل إلى 190 طناً يُثير هذا التباين في الأداء تساؤلاتٍ حول الأسباب الكامنة وراء انخفاض صيد الأسماك السطحية بشكلٍ خاص فهل يعود ذلك لعوامل بيئية، أم لظروف صيدية، أم لغياب استراتيجيات مُناسبةٍ للحفاظ على الثروة السمكية؟ يُحتاج الأمر إلى دراسةٍ معمقةٍ لتحديد الأسباب بدقة، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تفاقم الوضع.
يُجدر الذكر أن هذا الانخفاض في ميناء طانطان يأتي على الرغم من تسجيل نموٍ طفيفٍ في منتجات الصيد الساحلي والتقليدي على الصعيد الوطني، حيث بلغت قيمة هذه المنتجات 10.54 مليار درهم، بوزن إجمالي 1.336.058 طناً. لكنّ هذا النمو الوطني لا يُخفي حقيقةَ التراجع الحاد الذي شهده ميناء طانطان، مما يضع المنطقة أمام تحدياتٍ اقتصاديةٍ كبيرةٍ تتطلبُ تدخلاً عاجلاً من السلطات المختصة