بعد صيف أولمبي مميز، تتجه الأنظار مجددًا إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث تستعد كاتدرائية نوتردام دو باري لاستقبال زوارها من جديد يومي 7 و8 دجنبر المقبل. سيكون هذا الحدث بمثابة تتويج لعملية ترميم ضخمة استمرت خمس سنوات بعد الحريق المدمر الذي اندلع في 15 أبريل 2019، والذي كاد أن يقضي على واحدة من أعرق المعالم التاريخية في العالم التفاصيل المؤلمة عن لحظات النيران المشتعلة وسقوط سقف الكاتدرائية التاريخية لا تزال حاضرة في الأذهان. وقد أصبح الحريق، الذي دمر أجزاء واسعة من المعلمة، حدثًا محفورًا في الذاكرة الجماعية لكل من شاهد تلك المشاهد المأساوية. وبعد هذه المأساة، أُطلقت مساعي حثيثة لترميم الكاتدرائية التي تُعد رمزًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا، وقد قرر الرئيس إيمانويل ماكرون إعادة بنائها خلال مدة لا تتجاوز خمس سنوات استدعى هذا المشروع الطموح دعمًا دوليًا واسعًا، حيث تم جمع 843 مليون يورو من التبرعات، شملت مساهمات من العديد من الدول، بما في ذلك المملكة المغربية، التي قدمت دعمًا ماليًا بتعليمات من الملك محمد السادس. سلطت هذه المبادرة الضوء على أهمية كاتدرائية نوتردام كرمز لمدينة باريس وتاريخها على الرغم من تحديات الزمان والمكان، استطاع العمال المهرة والمهندسون الحفاظ على المعمار القوطي الأصلي، مع دمج تقنيات حديثة لضمان سلامة البناية. الرئيس ماكرون، الذي أعطى المشروع اهتمامًا خاصًا، قام بزيارات متعددة لمتابعة سلاسة الترميم. وستُعتبر زيارته الأخيرة، التي ستجري في 29 نونبر الجاري، مناسبة للكشف عن أولى الصور للكاتدرائية بعد إعادة تأهيلها في هذه الأثناء، لا تزال الكاتدرائية، التي كانت تستقبل ما بين 12 و14 مليون زائر سنويًا، تجذب الأنظار، حيث يتوافد الفضوليون، سواء من الباريسيين أو السياح، إلى موقع الأشغال المجاورة لضفاف نهر السين. يقول فيليب، أحد باعة الكتب على الأرصفة: “يأتي العديد من الناس هنا لمشاهدة تقدم الأعمال، وهذا ما يحدث منذ بداية الترميم وفي تعبير عن الحماس الدولي لإعادة الافتتاح، أكد سائح من سنغافورة يُدعى ويليام: “أنتظر بفارغ الصبر إعادة افتتاح هذا النصب التذكاري الذي يمثل فرنسا وفن العمارة في العصور الوسطى مع اقتراب الافتتاح، تصبح كاتدرائية نوتردام دو باري رمزًا يظهر كيف يمكن للإرادة الجماعية، والتضامن العالمي، والمبادرات الثقافية أن تعيد اليقين إلى قلوب الناس. إن استعادة نوتردام ليست مجرد إعادة بناء لصرح تاريخي، بل هو احتفال بروح الإنسانية وقوتها في مواجهة المآسي والتحديات.
كاتدرائية نوتردام دو باري من رماد الحريق إلى أضواء الافتتاح
