في إطار قمة مجموعة العشرين المنعقدة في البرازيل، اجتمع وزيرا خارجية روسيا سيرجي لافروف والصين وانج يي لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين والعديد من القضايا السياسية الحساسة بما في ذلك الصراع المستمر في أوكرانيا والوضع في شبه الجزيرة الكورية وأكد لافروف خلال الاجتماع أن العلاقات الاستراتيجية والشراكة الشاملة بين روسيا والصين تشهد مرحلة غير مسبوقة من التطور كما أفادت وزارة الخارجية الروسية عبر تطبيق تيليجرام يأتي تأكيد لافروف في وقت حرج بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا العام الماضي، الذي أثر بشكل كبير على التحالفات الدولية وعزل موسكو عن شركائها الغربيين
من الجانب الآخر أعرب وانج يي عن استعداد بكين للتعاون مع روسيا من أجل تعزيز “التنسيق الاستراتيجي الشامل” بين البلدين وأشار بيان وزارة الخارجية الصينية إلى أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الأزمة في أوكرانيا والوضع في شبه الجزيرة الكورية ولكنه لم يُقدم تفاصيل إضافية حول محتوى النقاشات
إن هذا الاجتماع يعكس التوجه الثابت للشراكة بين موسكو وبكين، التي تم تحديدها قبل عامين في إطار إعلان الشراكة بلا حدود بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج. وقد تم هذا الإعلان قبل أقل من ثلاثة أسابيع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مما يشير إلى التلازم بين الطموحات الجيوسياسية للبلدين.
ومع تصاعد التوترات الدولية، لا تزال الصين وروسيا تبحثان عن تعزيز تعاونهم في مختلف المجالات. ففي مايو، أعلن بوتين وشي عن بدء عصر جديد من الشراكة بين أكبر منافسي الولايات المتحدة على الساحة الدولية، في خطوة تهدف إلى توافق أكبر في موقف هذين البلدين تجاه التحولات الكبرى في السياسة العالمية
إن نقاشات لافروف ووانج يي في قمة مجموعة العشرين تبرز الاستراتيجيات التي يتبعها الطرفان في الوقت الذي يعيش فيه العالم حالة من عدم الاستقرار الجيوسياسي، مما يجعل من التنسيق بينهما أمرًا حيويًا لمواجهة التحديات المتزايدة. في ظل هذه الديناميكيات، تبقى العوامل المحورية مثل الأزمة الأوكرانية والوضع في شبه الجزيرة الكورية مواضيع شائكة تتطلب المزيد من الحوار والتعاون الدولي.