جمعية حنين تتصدى لمحاولات زرع الفتنة وتدافع عن الحقوق التاريخية ل قبيلتا أولاد تيدرارين والشرفاء لعروسيين

جلال الدحموني20 أكتوبر 2024آخر تحديث :
جمعية حنين تتصدى لمحاولات زرع الفتنة وتدافع عن الحقوق التاريخية ل قبيلتا أولاد تيدرارين والشرفاء لعروسيين

 

“علال فعراس”

تعد مدينة بوجدور، المعروفة بلقب “مدينة التحدي”، واحدة من أبرز المدن الصحراوية التي شهدت على مر العصور تواجدًا تاريخيًا للقبيلتين الأصليتين: الأنصار أولاد تيدرارين والشرفاء لعروسيين. هاتان القبيلتان اللتان لعبتا دورًا محوريًا في الحفاظ على هوية المنطقة وتراثها الثقافي، ترتبطان بجذور عميقة في بوجدور، إذ شهدت الأرض من خلال مواقع دفن تاريخية تثبت جذورهما العميقة التاريخية

لطالما كانت بوجدور ميدانًا لتحدي الظروف الطبيعية القاسية من جهة، ومحافظة على حقوقها التاريخية من جهة أخرى. وكانت القبيلتان رمزًا للوحدة، إذ ساهمتا بشكل كبير في تعزيز الترابط المجتمعي وحماية التراث الثقافي المشترك بين سكان المنطقة.
وفي ظل هذه الخلفية التاريخية العميقة، أصدرت جمعية حنين للتنمية والثقافة والبيئة بيانًا استنكاريًا ضد ادعاءات ملكية حصرية لأراضي منطقة بوجدور من قبل بعض الأفراد المحسوبين على قبيلة “أ.ب”. وقد عبرت الجمعية عن رفضها القاطع لهذه التصريحات، مؤكدة أنها تهدف إلى زرع الفتنة والانقسام بين أبناء المنطقة، كما أنها تتناقض مع الحقائق التاريخية الثابتة التي تؤكد ارتباط المنطقة بالقبيلتين الأصليتين الأنصار أولاد تيدرارين والشرفاء لعروسيين.
ولم تقتصر هذه الادعاءات على التصريحات الشفهية فحسب، بل تم ترويج كتاب يحتوي على معلومات مغلوطة تدعي ملكية أراضي بوجدور، بالإضافة إلى تقديم وثيقة لتحفيظ أرض “إيمريكلي” في المنطقة، وهو ما يهدد الحقوق التاريخية للقبائل الأصلية. وفي هذا السياق، دعت جمعية حنين وزارة الثقافة إلى سحب الكتاب واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الإرث الثقافي والتاريخي لبوجدور.
الجمعية أكدت أيضًا دعمها الكامل للقبيلتين الأصليتين في جهود الحفاظ على هويتهما التاريخية، وشددت على ضرورة الوحدة بين أبناء المنطقة، داعية جميع الأطراف إلى نبذ الفتنة والتحريض ومحاربة كل محاولات خلق الانقسامات. كما أكدت الجمعية احتفاظها بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي تصريحات أو تصرفات تهدد السلم الاجتماعي أو تتعدى على الحقوق التاريخية.
في ختام البيان، أكدت الجمعية حرصها على التعاون مع الجهات الرسمية، وتنظيم فعاليات توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي للمنطقة. كما دعت إلى فتح قنوات للحوار البناء بين جميع مكونات المجتمع القبلي لضمان التفاهم والتعايش السلمي.

الاخبار العاجلة