
في أعقاب الإعلان الرسمي عن انطلاق دراسة مشروع مطار بوجدور، الذي من المرتقب أن يُشكل تحولًا استراتيجيًا في البنية التحتية بالأقاليم الجنوبية، اندلعت على منصات التواصل الاجتماعي وفي المشهد المحلي ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”حرب الصور”، بين مختلف الأطراف السياسية والفاعلين المحليين، في محاولة لنسب الفضل في جلب هذا المشروع الحيوي.
الصور المتداولة تُظهر لقاءات وخرجات ميدانية واجتماعات رسمية جمعت عددًا من المسؤولين والمنتخبين بمسؤولي الجهات المركزية، حيث يسعى كل طرف إلى إبراز دوره ومجهوده في الدفع بالمشروع نحو التفعيل، في مشهد يعكس حجم الرهانات السياسية المرتبطة بهذا الورش الكبير.
غير أن مصادر برلمانية مطلعة أكدت أن المشروع لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لمسار طويل من الترافع المؤسسي، قاده النائب البرلماني عن إقليم بوجدور، السيد عبدالعزيز أبا، من خلال سلسلة من المداخلات داخل قبة البرلمان، ولقاءات مباشرة مع وزير النقل واللوجستيك، كان آخرها اللقاء الحاسم الذي جمعه بالوزير عبد الصمد قيوح قبيل الإعلان الرسمي، والذي أسفر عن التزام واضح بإدراج مشروع المطار ضمن المخطط الوطني للبنية التحتية.
في المقابل، تسعى بعض الأصوات السياسية المحلية إلى تقاسم هذا الإنجاز عبر نشر صور قديمة أو مجتزأة تُلمّح إلى تدخلات سابقة أو محاولات للدفع بالمشروع إلى الواجهة، ما خلق جدلًا واسعًا بين المتتبعين، بين من يعتبر المطار مكسبًا جماعيًا للمنطقة، وبين من يُصرّ على ضرورة الاعتراف بمن كان في طليعة المدافعين عنه.
وفي ظل هذه الأجواء، يبقى الأمل معقودًا على أن يتحول مشروع مطار بوجدور إلى نموذج للتعاون والتكامل بين جميع الفاعلين، وأن تُترك “حرب الصور” جانبًا لصالح “معركة التنمية”، التي تتطلب تضافرًا حقيقيًا ومسؤولًا، خدمةً لمصلحة الساكنة ومستقبل الإقليم.