في خطوة جذرية تعكس التزام كوريا الجنوبية بالتحول إلى مصادر طاقة أكثر استدامة، أغلقت البلاد، اليوم الجمعة، منجم جانجسونج، الذي يعتبر أكبر منجم للفحم في البلاد بعد 88 عامًا من التشغيل. هذا المنجم، الذي يقع في مدينة تايباك على بعد حوالي 180 كيلومترًا شرق العاصمة سيول، بدأ استغلاله في عام 1936، حيث أنتج نحو 94 مليون طن من الفحم على مدى عقود وتدير شركة كوريا للفحم، المملوكة للدولة، هذا المنجم، وقد تم اتخاذ قرار إغلاقه في العام الماضي كجزء من الجهود المستمرة لتحقيق تحول طاقي واسع النطاق. يمثل هذا الإغلاق رمزاً للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وهو جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز استدامة البيئة في البلاد بعد إغلاق “جانجسونج”، سيظل منجم دوجي في مدينة سامتشوك، الذي يبعد حوالي 195 كيلومترًا عن سيول، هو المنجم الوحيد المتبقي تحت إدارة شركة كوريا للفحم، مع خطط لإغلاقه أيضًا العام المقبل تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط العالمية لإنهاء الاعتماد على الفحم وتبني بدائل طاقة صديقة للبيئة، مما يعكس التوجهات العالمية نحو بيئة نظيفة. إغلاق منجم “جانجسونج” ليس مجرد قرار اقتصادي، بل هو خطوة نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث تتجه الأنظار الآن إلى كيف ستتمكن كوريا الجنوبية من تحقيق هذا التحول وإيجاد مصادر جديدة للطاقة تتساءل الأوساط الاقتصادية والبيئية: كيف ستتفاعل الحكومة والشركات مع هذا التحول الكبير؟ وما الخطوات المتبعة لجعل هذا الانتقال ناجحًا ومستدامًا على المدى الطويل؟ يبقى المستقبل غامضًا، لكن الإغلاق يمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ كوريا الجنوبية الطاقي.
