في إطار تخليد الذكرى 55 لاسترجاع سيدي إفني، والذكرى 67 لانطلاق طريق الوحدة، نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالحسيمة، الأربعاء، ندوة علمية حول “تمثلات الريف في المخيال المحلي والأجنبي”.
الندوة التي احتضنها فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالحسيمة، عرفت مشاركة ثلة من الباحثين والمختصين، الذين قدموا مداخلات قيمة حول مختلف جوانب الموضوع.
ففي مداخلة حول السياق التاريخي للمقاومة والذاكرة التاريخية لمنطقة الريف، أبرز الباحث أسامة الوليدي أهم الأحداث التاريخية التي عرفتها المنطقة، بما فيها مقاومة الشريف محمد أمزيان في الريف الشرقي من سنة 1909 إلى 1912، وكذا حرب الريف التحريرية التي قادها المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي من سنة 1921 إلى سنة 1926.
وحرص الباحث في معرض مداخلته على التطرق لجانب من الذاكرة الجماعية للريف عبر تجسيد ثقافة المقاومة في الذاكرة التاريخية للمنطقة، كما عرج على التعريف بمجموعة من المصطلحات تهم الموضوع.
من جانبه، تناول محمد المرابطي عضو المكتب التنفيذي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وباحث في تراث الريف، صورة الريف المغربي في الوعي الكولونيالي الإسباني والفرنسي، وبين خلال الندوة الكتابات الحاملة للكثير من المضامين المغرضة البعيدة عن قواعد العلم المتسمة بالموضوعية والمصداقية الحقة.
وقدم نماذج من المدارس الأجنبية التي تطرقت للريف، من قبيل المدرسة الفرنسية، مستحضرا أوجست مولييراس من خلال كتابه “المغرب المجهول، اكتشاف الريف، واكتشاف جبالة”، وأيضا السوسيولوجي الفرنسي روبرت مونطاني في مؤلفه “الحياة الاجتماعية والسياسية للبربر”.
كما قدم أيضا، نموذج المدرسة الإسبانية، من خلال أنجلو كريلي في كتابه “أسلمة وتعريب بربر شمال المغرب”، وكذا كتابه “بقيوة قبيلة من الريف المغربي”، فضلا عن مخطوطه المترجم عن قبيلة آيت توزين.
وتوقف خلال مداخلته كذلك عند نموذج المدرسة الإنجليزية عبر سبستيان بلفور وكتابه “العناق المميت”، ثم كتاب “حرب الريف في المغرب” للمؤلف البريطاني ريتشارد س ثيبيل، وكذلك مذكرات الصحفي الإنجليزي لاونس هاريس مع المولى عبد الحفيظ في فاس.
وأبرز المرابطي أن هذه عينات ونماذج لمؤلفات كان لها حضور قوي في الريف المغربي خلال فترة الحماية وما قبلها بقليل، ذاكرا أنها مدارس يمكنها أن تجد لها التقاء في الكثير من الأفكار المشتركة، ولكنها تختلف جوهريا في النظرة الإبسيمولوجية والأنساق النظرية، وأساسا في الخلفيات الإيديولوجية المبطنة بالرغبة في تملك وامتلاك الخيرات ونهب المقدرات، وأيضا قاعدة القوة الحضارية والاقتصادية والتنظيمية التي تناسب ضمن ركائزها كل دولة من هذه الدول الاستعمارية الثلاثة.
إلى جانب ذلك، سلط الأستاذ الباحث سمير الغازي الضوء على تمثلات الريف في الأدب الأمريكي، وهي مداخلة عالج فيها صاحبها الصورة الكلاسيكية للكتابات الاستشراقية الغربية والصورة الدونية للإنسان المشرقي عموما والمغربي الريفي على وجه الخصوص، مستحضرا كتاب “Flesh of the Wild ox” و “The Riffiant” لكارلتون ستيفنس كون.
وأشار أن الكتابين يجسدان نفس النظرة الاستشراقية الفوقية الغربية الأوروبية للإنسان والمجتمع الريفي، ولفت أنه على الرغم من أن الكاتب معجب بشخصية الرجل الريفي
ندوة علمية بالحسيمة تخليدا للذكرى 55 لاسترجاع سيدي إفني والذكرى 67 لانطلاق طريق الوحدة
