شهدت مدينة قيصري الواقعة في وسط تركيا موجة عنيفة من الاعتداءات ضد اللاجئين السوريين المقيمين فيها. وقد أسفرت هذه الأحداث عن اعتقال مئات الأشخاص من قبل السلطات التركية وفقًا لما أعلنه وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، تم توقيف 474 شخصًا بعد “الأعمال الاستفزازية التي نفذت ضد السوريين في تركيا”. وكانت الشرطة قد اعتقلت 67 شخصًا آخرين قاموا بحرق وتخريب ممتلكات تابعة للاجئين السوريين في المدينة وقد اندلعت أعمال الشغب والعنف ليلة الأحد-الإثنين الماضية على خلفية مزاعم تحرش شاب سوري بفتاة قاصر من إحدى العائلات المحلية. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة رجالاً يحطمون محلات تجارية يُزعم أنها تابعة لتجار سوريين، بالإضافة إلى تحطيم دراجات نارية وسيارات في المنطقة الجنوبية من المدينة، والتي تشهد تواجدًا كبيرًا للاجئين السوريين أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة هذه الموجة من العنف، مؤكدًا أنه “لا يمكننا أن نصل إلى أي شيء من خلال إثارة كراهية الأجانب والكراهية ضد اللاجئين”. كما أعلنت السلطات التركية عن فتح تحقيق واسع ضد المنشورات التحريضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي دعت إلى ارتكاب أعمال عنف ضد اللاجئين السوريين.تأتي هذه الأحداث في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا، والتي أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم وانهيار قيمة الليرة التركية. وقد أضحى وجود اللاجئين السوريين على الأراضي التركية موضوعًا للتوترات السياسية والاجتماعية داخل البلاد.في ظل هذه التطورات المقلقة، تبرز الحاجة الماسة إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المحلية والاجئين السوريين. كما يتطلب الأمر من السلطات التركية اتخاذ إجراء لى الصين لتخفيف توتراتها مع جيرانها في المنطقة
