رحل عنا فولفغانغ شويبله، السياسي الألماني البارز الذي أسهم بشكل كبير في تشكيل وتوجيه السياسة الألمانية خلال العقود الماضية. عن عمر ناهز 81 عامًا، أغادرنا شويبله لنتذكره كشخصية ديمقراطية مشاغبة وسياسياً مؤثراً.
ترأس شويبله عدة مناصب وزارية في فترات مختلفة، حيث خدم في حكومات المستشارين السابقين هلموت كول وأنجيلا ميركل. لعب دورًا حيويًا في توحيد ألمانيا في عام 1990، وكان له بصمة واضحة في توجيه سياستها الاقتصادية والاجتماعية.
رحيل شويبله يترك فراغًا كبيرًا في الساحة السياسية الألمانية. نعى المستشار الحالي أولاف شولتس الراحل، مشيدًا بإسهاماته في تشكيل ملامح بلاده على مدى أكثر من نصف قرن. “فقدت ألمانيا مفكّرًا دقيقًا، سياسيًا شغوفًا، وديمقراطيًا مشاكسًا”، قال شولتس.
وزيرة الخارجية، أنالينا بيربوك، لم تقدم إلا التقدير والاحترام لشويبله، معتبرة إياه “سياسيًا استثنائيًا”، وأكدت على دوره الكبير في تشكيل تاريخ ألمانيا الحديث والمساهمة في تعزيز الديمقراطية.
من جهتها، أشادت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، بشخصية شويبله ووصفته بأنه “شكل ألمانيا بطرق عدة”، مؤكدة على دوره المميز في عدة مناصب وزارية، وكذلك كرئيس للبوندستاغ في الفترة بين 2017 و2021.
شويبله، الذي كان يعرف بصراحته وقوة إدارته، قاد عملية إعادة توحيد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين، ولكنه تعرض في عام 1990 لمحاولة اغتيال أدت إلى إصابته بجروح بالغة. رغم ذلك، استمر في خدمة بلاده وشغل منصب وزير المالية لعدة سنوات، حيث أسهم في إدارة الأزمات المالية، خاصةً خلال أزمة الديون اليونانية.
أثناء توليه هذا المنصب، عبر شويبله عن رؤيته القوية حيال ضرورة الانضباط المالي، وكان داعمًا للسياسات الاقتصادية التي تعزز استقرار ألمانيا والاتحاد الأوروبي. ورغم نقده اللاذع لبعض السياسات، إلا أنه كان يحظى بالاحترام كشخصية قوية وفعّالة في المشهد السياسي.
