تزايد شعبية اليمين المتطرف في ألمانيا يثير قلق المستشار شولتز

جلال الدحموني10 أكتوبر 2023
  تزايد شعبية اليمين المتطرف في ألمانيا يثير قلق المستشار شولتز

 

في تطور يثير القلق داخل وخارج حدود ألمانيا، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن مخاوفه بشأن تصاعد شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، بعد أن حقق الحزب مكاسب ملحوظة في انتخابات الولايات الأخيرة. هذا الانتصار الانتخابي لحزب البديل من أجل ألمانيا يعكس تحولاً ملحوظاً في الساحة السياسية الألمانية ويجعل السياسيين والمواطنين على حد سواء يواجهون تحديات جديدة.

في تصريحاته أثناء لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هامبورغ، أعرب شولتز عن قلقه إزاء “الأصوات التي ذهبت إلى حزب شعبوي يميني في ألمانيا”، مشيرًا إلى عدم توافق مواقف هذا الحزب مع القيم والمبادئ التي يؤمن بها الائتلاف الحاكم في ألمانيا، والتي تتمثل في الحرية والديمقراطية وسيادة القانون.

حزب البديل من أجل ألمانيا، المعروف بمواقفه المناهضة للهجرة، نجح في تحقيق نسب مئوية مهمة في استطلاعات الرأي في عدة ولايات ألمانية خلال الانتخابات الأخيرة، حيث احتل المرتبة الثانية في ولاية هيسن والمرتبة الثالثة في بافاريا. في المقابل، تكبد ائتلاف شولتز الذي يقوده يسار الوسط خسائر كبيرة، مما يجعل التوازن السياسي في البلاد في وضع حساس.

لاشتعال الجدل حول مسألة الهجرة في ألمانيا وسائر أنحاء أوروبا مرة أخرى، حيث تشهد القارة موجة من الوافدين الجدد، مما يذكرنا بأحداث عام 2015 التي شهدت تدفق كبير لللاجئين إلى ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي.

بالنسبة للتدابير المستقبلية، سُئل شولتز عما إذا كانت الحكومة تعتزم تغيير سياستها بشأن الهجرة بعد المكاسب الأخيرة لليمين المتطرف، حيث دافع عن نهج الائتلاف الحكومي الحالي، مشيرًا إلى أنهم يعملون على التعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين والمهاجرين القادمين إلى البلاد.

ومع ذلك، اعترف شولتز بأن عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا لا يزال مرتفعًا للغاية، وأن العديد منهم كانوا قد دخلوا دولًا أوروبية أخرى قبل وصولهم إلى ألمانيا، مما يجعل تسجيلهم ومعالجتهم بوسائل مناسبة تحديًا مستمرًا.

هذه التطورات تشكل تحديًا كبيرًا للسياسة الألمانية والأوروبية في الفترة المقبلة، حيث تستمر المناقشات حول كيفية التعامل مع تزايد الشعبية للأحزاب اليمينية المتطرفة وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات في السياسات الهجرة واللجوء في البلاد.

الحصار غير القانوني على قطاع غزة: نداء الأمم المتحدة لاحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان

في تطور مهم وملفت للنظر في الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكدت الأمم المتحدة بشكل قاطع اليوم أن الحصار الكامل الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة هو “محظور بموجب القانون الدولي الإنساني”. هذا التصريح جاء من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الذي أدلى به في بيان رسمي اليوم.

تأتي هذه الإشارة القوية إلى أنه يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة للتصدي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي تستهدف السكان المدنيين بشكل مباشر وتهدد حياتهم وكرامتهم. يأتي هذا التصريح في سياق تصاعد العنف والتوترات في المنطقة، حيث دخلت المنطقة في دورة جديدة من الصراع الدامي.

وفي تصريحه، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى “ضرورة احترام كرامة الناس وحياتهم”، مؤكدًا بذلك أهمية الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. يشدد تورك على أن “الحصار يهدد بتفاقم الوضع الحقوقي والإنساني المتردي في غزة بشكل خطير”، مع التأكيد على أن هذا الحصار يؤثر بشكل كبير على القدرة القائمة للمرافق الطبية على تقديم الخدمات الضرورية، وذلك خصوصًا في ظل الزيادة المستمرة في أعداد الجرحى.

وبخصوص الآثار الإنسانية والقانونية للحصار، أكد تورك أن “فرض الحصار يعرض حياة المدنيين للخطر، من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء”، وهو ما ينتهك بشكل واضح القوانين الدولية ويعرض السكان المدنيين للمخاطر الكبيرة.

إن تأكيد الأمم المتحدة لعدم قانونية الحصار على قطاع غزة يجب أن يشكل دعوة للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية لإنهاء هذا الوضع الإنساني المأساوي والمخالف للقانون الدولي. من المهم أن يكون لدينا تفهم عميق للأثر الإنساني لهذا الحصار وضغط دولي يساهم في وقف العنف وتحقيق السلام في المنطقة.

الاخبار العاجلة