في خطوة مفاجئة ومثيرة، أثار رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، جدلاً واسعاً بتصريحاته القوية حول الإضراب الوطني الضخم الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة المتحدة. ودعا سوناك الأطباء المشاركين في الإضراب إلى العودة فوراً إلى أماكن عملهم، معبراً عن استيائه من رفضهم العروض الحكومية السخية.
تعيش البلاد حالة من التوتر والتصاعد في ظل إضراب الأطباء المتدربين والاستشاريين الذي بدأ أمس الاثنين ويستمر لمدة ثلاثة أيام، ويهدف من ورائه إلى المطالبة بزيادة الأجور لمواجهة التحديات المالية التي يواجهها ممارسو الطب في البلاد.
قال رئيس الوزراء سوناك في تصريحه: “نحن نقدر الدور الحيوي الذي يلعبه الأطباء في نظام الرعاية الصحية، ولقد قدمنا لهم عروضاً سخية تفوق رواتب معظم العاملين في القطاع العام، ولكنهم رفضوا ذلك”. وأضاف: “نحن نفهم مطالبهم، لكننا نحتاج إلى التواصل وحلاً سريعاً”.
تأتي هذه التصريحات في ظل جدل كبير حول مدى تأثير الإضراب على الخدمات الصحية في البلاد، حيث تم إلغاء عشرات الآلاف من المواعيد الطبية، مما أثر بشكل كبير على المرضى وزاد من حالة القلق بينهم.
وعلى الرغم من تقديم وزارة الصحة عروض زيادة في الأجور تصل إلى 6% للأطباء المتدربين و8.8% للأطباء الاستشاريين، إلا أن الأطباء رفضوا هذه العروض بشكل قاطع، مطالبين بزيادة تصل إلى 35%. وهذا الطلب يبدو أنه يمثل تحدياً كبيراً أمام الحكومة التي تصر على ضرورة التقشف والحفاظ على استدامة القطاع الصحي.
في محاولة للتهدئة، قال سوناك: “بالطبع، نحن مستعدون للجلوس مع الجمعية الطبية البريطانية ومناقشة مطالبهم، ولكن يجب أن نجد حلاً مناسباً يلبي احتياجات الجميع”.
يبقى مستقبل الإضراب والمفاوضات المستقبلية مجهولاً في هذه المرحلة، وسيكون على الجميع متابعة تطورات الوضع الصحي في البلاد بقلق واهتمام.
في النهاية، يظل الجدل حول الإضراب الحالي وتأثيره على الخدمات الصحية في المملكة المتحدة موضوعًا حيويًا يتطلب حلاً سريعًا وفعالًا لضمان تلبية احتياجات المرضى والحفاظ على استدامة القطاع الصحي.
