مجتمعوطنية

كلمة السيدة جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة خلال حفل إطلاق البرنامج الوطني لزرع القوقعات الإلكترونية لفائدة الأطفال ذوي إعاقة الصمم

فار بريس

مراكش، الجمعة 12 فبراير 2021

بسم الله الرحمان الرحيم

السيد مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش،
السيد ممثل مؤسسة للاأسماء للصمم،
السيد مدير التعاون الوطني،
حضرات السيدات السادة،

يشرفني ويسعدني أن أترأس اليوم هذا الحفل لإطلاق البرنامج الوطني “نسمع” لزرع القوقعات الإلكترونية لفائدة الأطفال ذوي إعاقة الصمم، الذي ستقوم بإنجازه وزارة التضامن و التنمية الاجتماعية والمساواة والاسرة ووزارة الصحة، ومؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، والمراكز الاستشفائية الجامعية ومؤسسة التعاون الوطني.

وبهذه المناسبة يسعدني أن أتقدم بعبارات الشكر والتقدير لمؤسسة للا أسماء للأطفال الصم التي تربطنا بها شراكة خاصة في هذا البرنامج، على العمل الذي تقوم به وعلى جودة التكفل والمواكبة وحماية حقوق الأطفال دوي إعاقة الصمم. وأود أن أخص بالشكر فريق العمل بهذه المؤسسة على احترافيته و تواصله وحرصه على تعبئة الشركاء.
وأشكر كذلك زميلي السيد وزير الصحة على دعمه وتعبئة مصالحه لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح هذا البرنامج. والشكر موصول لمصالح الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية للمشاركة في هذا البرنامج.
و بهذه المناسبة أود التنويه بانخراط المؤسسات الوطنية الداعمة لهذا البرنامج . وأخص بالذكر مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ووكالة المغرب العربي للأنباء، التي يشرفنا مديرها العام السيد خليل الهاشمي الإدريسي بالحضور معنا. والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
كما أود بهذه المناسبة أن أقدم شكري للسادة مديري المراكز الاستشفائية الجامعية على انخراطهم في هذا العمل الإنساني النبيل. وأن أخص بالشكر مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش وفريق عمله على تنظيم حفل انطلاق “برنامج نسمع”، وعلى كل الإجراءات التي قاموا بها لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة.
و أن أشكر كذلك مؤسسة التعاون الوطني على عملها الدؤوب في مجالات المساعدة الاجتماعية التي تقدمه لفائدة الفئات في وضعية هشاشة عامة والأشخاص في وضعية إعاقة خاصة.

 حضرات السيدات السادة؛

إن حفل هذا اليوم يكتسي أهمية بالغة، على اعتبار أنه سيمكن من إطلاق البرنامج الوطني “نسمع” لزرع القوقعات الإلكترونية لفائدة الأطفال ذوي إعاقة الصمم، والذي يهدف إلى حماية الطفولة في وضعية إعاقة الصمم ويواكب أسرهم مرتكزا على هندسة اجتماعية مبنية على التكامل و الالتقائية بين مختلف المتدخلين.
وفي هذا السياق لابد من التذكير ببعض المؤشرات الرقمية حول الإعاقة في بلدنا، وحسب نتائج البحث الوطني الثاني حول الإعاقة لسنة 2014 فإن نسبة انتشار الإعاقة على المستوى الوطني هي 6.8 % أي 2.264.672 شخص. وتبلغ نسبة العجز الوظيفي المرتبط بالسمع %22,1 من مجموع الأشخاص في وضعية إعاقة من متوسطة إلى عميقة جدا.

كما أن 4.6 % من الأشخاص في وضعية إعاقة، الذين يوجدون ضمن الفئة العمرية أقل من 15 سنة يعانون من صعوبات في السمع ( 6780 طفل). خمس هؤلاء الأطفال لهم صمم عميق أي حوالي (1356 طفل).
وكما لا يخفى عليكم، فإن وظيفة السمع تمكن الإنسان من الاندماج والمشاركة في الحياة الاجتماعية والتواصل مع العالم الخارجي. إن ازدياد طفل فاقد لهذه الحاسة الأساسية، يعقد تأقلمه مع البيئة الاجتماعية، ويتعذر عليه القيام بأدواره ووظائفه الأساسية في الحياة، ما لم يستفد من التدخل العلاجي المبكر والتأهيل الوظيفي المناسب.
فبدون التدخل الجراحي المبكر، وبدون التأهيل الوظيفي للسمع، يتأثر المسار الدراسي للطفل بشكل كبير، مما يؤدي إلى حرمانه من التمدرس، ولا سيما وأن تدريس الأشخاص الصم يتطلب موارد بشرية متخصصة ومعينات تقنية خاصة ومناهج بيداغوجية ملائمة. كما يتأثر نتيجة لذلك مساره المهني والاجتماعي بشكل كبير.

حضرات السيدات والسادة،

إن لحظة استعادة الطفل لسماعه هي في الحقيقة لحظة ولادة جديدة له، فهو يبدأ تلك اللحظة بالبكاء من أول ملامسة الصوت لجهازه العصبي كي يستعيد وظيفته، وفي الوقت نفسه تنفجر أمه وأبوه فرحة وغبطة، وتعم الفرحة محيطه الأسري والعائلي تماما كما لو أن الأمر يتعلق بولادة جديدة فعلية باستقبال طفل استعاد إحدى أكثر وسائل الاندماج الاجتماعي فعالية. وهي لحظة يخرج فيها الطفل مع عالم صامت إلى عالم يعج بالحيوية التواصلية في بيئات مختلفة، بيئة الأسرة، وبيئة الحضانة والمدرسة، وبيئة المجتمع، وبيئة المهنة والوظيفة…
وهكذا فبرنامج “نسمع” ودون مبالغة، برنامج يهب حياة جديدة للأطفال، وهو استثمار في المواطن، بإنقاده من إعاقة سترهن مستقبله على المستويات الاجتماعية والمهنية بالخصوص.

ولكل هذه الاعتبارات الإنسانية النبيلة، وبحكم التكلفة المالية الباهظة لهذه الأجهزة، كان لا بد من البحث عن سبل لتمويل هذه العمليات والإجراءات التي يتطلبها لفائدة أبناء الاسر الفقيرة. لذا يتوجب علينا جميعا المساهمة الفعالة والانخراط المستمر، كل من موقعه، لإنجاح برنامج نسمع الذي سيمكن من الاستجابة لحاجيات هذه الفئة من الأطفال في وضعية إعاقة خلال كل مراحل مسار التكفل. وهي:

  • إجراء العمليات الجراحية لزرع القوقعة، وما يتبعها من علاجات تمريضية؛
  • الضبط التقني لملائمة الجهاز مع القدرات السمعية للطفل؛
  • تأمين برنامج حصص للتأهيل الوظيفي من خلال مختصين في تقويم النطق والتخاطب لمدة سنتين على الأقل.
    إن هذا البرنامج، ولبعده الوطني واستهدافه التدريجي للعديد من الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة، يتطلب تظافر جهود المراكز الاستشفائية الجامعية لإجراء العمليات، والأطر المختصة في تقويم النطق والتخاطب، وكذا مواكبة ودعم الأسر.

و أغتنم هذه المناسبة للتنويه بخبرة وتجربة مصالح الطب العسكري والمراكز الاستشفائية في هذا المجال، وستكون لا محالة من أهم المحددات الأساسية لإنجاح هذا البرنامج. كما نشير إلى أن نجاح هذا البرنامج يتوقف كذلك على جودة عملية التتبع للأطفال المستفيدين من زرع القوقعة و على توفير خدمة التأهيل الوظيفي الخاصة بتقويم النطق من طرف المختصين
حضرات السيدات والسادة،
إن برنامج نسمع ، الطموح، يكرس مقاربة جديدة في العمل الاجتماعي ودعامة لترجمة اهداف السياسة العمومية المندمجة للنهوض وحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة ومخطط العمل الوطني لتنفيذها 2017-2021 وكدا المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكل أوراش الحماية الاجتماعية التي أطلقتها الحكومة وفق توجهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وسيمكن برنامج نسمع من إحداث دينامية جهوية سواء من خلال تعبئة الموارد والخبرات وتحسيس الفاعلين المعنيين على الصعيد الترابي بوضعية أطفال إعاقة الصمم أو على صعيد النتائج المتوخاة منه واثرها على الفئة المستهدفة من هذه الأطفال وعلى أسرهم.
كما ستكون له آثار إيجابية من حيث تثمين ورأسملة نتائجه المتوقعة على مستوى التكوين ودعم القدرات في مجال التكفل بالأطفال الصم الأمر الذي سيمكن من خلق أقطاب خبرة في هذا المجال.

حضرات السيدات والسادة؛

أجدد لكم الشكر الجزيل على استعدادكم وتعبئتكم الكاملة على الانخراط في هذا البرنامج.
كما أؤكد لكم استعدادنا التام على توفير جميع الشروط الضرورية لإنجاح هذا البرنامج الوطني الطموح.
إن برنامج نسمع سيكون له لامحالة وقع في إعمال حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وتيسير اندماجهم الكامل وصون كرامتهم في بلادنا، وسيدعم التعبئة الوطنية لبناء الرأسمال البشري، وتوفير شروط تنمية دامجة مرتكزة على حقوق الانسان والكرامة والتمكين، وفق التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى