في مشهد مفعم بروح الوفاء لتاريخ المقاومة الوطنية ورجالاتها الخالدين، احتضنت عمالة إقليم الفقيه بن صالح، يوم الخميس 19 يونيو 2025، فعاليات المهرجان الخطابي المخلد للذكرى الحادية والسبعين لليوم الوطني للمقاومة، التي تتزامن مع ذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني، والوقفة التاريخية المجيدة لجلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، على قبر الشهيد.
وكما دأب على ذلك في مختلف المحطات الوطنية، ووفاءً لرسالته في صون الذاكرة التاريخية وتعزيز قيم الانتماء الوطني، بادر فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالفقيه بن صالح إلى تنظيم هذه التظاهرة الرمزية، بشراكة فاعلة مع عمالة إقليم الفقيه بن صالح، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالفقيه بن صالح، ومندوبية التعاون الوطني بالفقيه بن صالح ، والمجلس العلمي المحلي بالفقيه بن صالح ، والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالفقيه بن صالح ، وقطاع الشباب والرياضة بالفقيه بن صالح . ويأتي هذا الانخراط المؤسساتي ليجسد انفتاح الفضاء على مختلف الهيئات والفاعلين المحليين، انسجامًا مع رسالته التربوية والتوثيقية في ترسيخ ثقافة الوفاء، واستحضار تضحيات أبطال المقاومة والتحرير في الذاكرة الوطنية الجماعية.
حضور وازن وتعبير جماعي عن الامتنان للتضحيات
وقد شهد هذا الموعد الوطني حضورًا رسميًا وازنًا، تقدّمه السيد الكاتب العام لعمالة إقليم الفقيه بن صالح، إلى جانب عدد من ممثلي السلطات المحلية، ورؤساء المصالح الخارجية، وأطر المجلس العلمي المحلي، وممثلي قطاعات الشباب والرياضة، والتعاون الوطني، والشؤون الإسلامية، فضلًا عن نخبة من الفاعلين التربويين ورواد المؤسسات الاجتماعية والثقافية بالإقليم.
كلمة افتتاحية تستحضر الرمزية والدلالة
استُهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها تحية العلم الوطني في أجواء يسودها الخشوع والاعتزاز. وقد ألقت الدكتورة مريم بوزكراوي، المشرفة على فضاء الذاكرة بالفقيه بن صالح ، كلمة افتتاحية ثمّنت فيها العناية الخاصة التي يوليها عامل صاحب الجلالة على إقليم الفقيه بن صالح لمثل هذه المحطات الوطنية، مشيدةً بروح التنسيق والتعاون بين مختلف الشركاء لإنجاح هذه التظاهرة بما يليق بمكانة الشهداء ورمزية الذاكرة الوطنية.
وأكدت في كلمتها أن هذا الموعد السنوي يُعد فرصة سانحة لتربية الناشئة على قيم التضحية وحب الوطن، واستلهام العبر من ملاحم رجال المقاومة الذين واجهوا الاستعمار بثبات وإيمان راسخ.
مداخلات رسمية تبرز أهمية الذاكرة في البناء الوطني
وتوالت بعد ذلك كلمات ممثلي الشركاء المؤسساتيين، حيث أبرز المدير الإقليمي للتربية الوطنية بالفقيه بن صالح التزام المنظومة التربوية بغرس قيم المواطنة والاعتزاز بالانتماء من خلال إحياء المحطات الوطنية، مؤكدًا أن الذاكرة التاريخية تمثل رافعة أساسية في تأطير الأجيال الصاعدة.
أما المدير الإقليمي لقطاع الشباب والرياضة بالفقيه بن صالح ، فقد شدّد على أهمية هذه المبادرات في تقوية ارتباط الشباب بجذورهم التاريخية وتعزيز روح المبادرة والمسؤولية لديهم. فيما نوه ممثل مندوبية التعاون الوطني مدير المركب الاجتماعي بالفقيه بن صالح بالدور التربوي والاجتماعي لفضاء الذاكرة، مؤكداً على مساهمته النوعية في تكريس ثقافة الاعتراف والوفاء للتضحيات الجسام.
وفي السياق ذاته، شدد ممثل المجلس العلمي المحلي على البعد التربوي والروحي للذاكرة التاريخية، مؤكداً أن المجلس سيظل شريكًا فاعلًا في مواكبة مختلف الأنشطة الهادفة إلى تنمية الوعي الوطني. كما استعرضت ممثلة مندوبية الشؤون الإسلامية الإسهام الكبير الذي قدّمه العلماء في دعم روح المقاومة ومناهضة الاستعمار، مشيرة إلى أن الشهيد محمد الزرقطوني يشكل رمزًا من رموز النضال الوطني، وملهمًا للأجيال في درب العزة والكرامة.
شريط وثائقي يوثق مسيرة الزرقطوني ويبعث التأثر
وعلى هامش الحفل، تم عرض شريط وثائقي مؤثر، استعرض محطات بارزة من حياة الشهيد محمد الزرقطوني، موثقًا شجاعته وتفانيه في سبيل حرية الوطن ووحدته، في لحظة استحضار بصري ووجداني شدت أنفاس الحضور، وربطت الماضي بالحاضر برؤية بليغة وعميقة.
ختام بالدعاء الصالح لجلالة الملك ولرفعة الوطن
واختتم هذا الحفل الوطني البهي، الذي امتد على مدار ساعتين، برفع أكفّ الضراعة بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بأن يحفظه الله ويسدد خطاه، ويقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد، سائلين الله أن يديم على المملكة المغربية نعم الأمن والاستقرار، وفاءً لتضحيات الأجداد وصونًا للمكتسبات الوطنية.