
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن وزير الخارجية، عباس عراقجي، سيقوم بزيارة إلى الصين غدًا الثلاثاء. تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تترقب فيه الأوساط السياسية جولة جديدة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، والمقرر عقدها في العاصمة العمانية مسقط يوم السبت المقبل. في تصريحات له، أكد بقائي أن الهدف الرئيسي للمفاوضات مع الجانب الأمريكي يتمثل في رفع العقوبات المفروضة على إيران، التي وصفها بأنها “غير مبررة وغير قانونية”. وشدد على أهمية أن تكون نتائج المفاوضات ملموسة، تمكن إيران من استئناف أنشطتها الاقتصادية والمصرفية بشكل طبيعي. كما عبر بقائي عن ضرورة وجود ضمانات لاستمرار الالتزام بالاتفاقات من قبل جميع الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أن تفاصيل المحادثات لن تُعلن عبر وسائل الإعلام، مضيفًا أن ما يتم تداوله حاليًا من معلومات مجرد تكهنات. تأتي هذه المحادثات في سياق جهود إيران المستمرة للتشاور مع كل من روسيا والصين حول قضاياها النووية، حيث كان عراقجي قد صرح في وقت سابق عن أهمية هذه المشاورات في سياق العلاقات الاستراتيجية بين الدول الثلاث. وتُعقد جولة المحادثات المقبلة بعد اقتراح من سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط في هذا الملف، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة الإيطالية، التي ساهمت في ترتيبات الموقع. من جانب آخر، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد إيران في وقت سابق باستخدام القوة العسكرية وفرض رسوم جمركية ثانوية إذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة. يُذكر أن ترامب كان قد أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والدول الكبرى، وهو ما أعاد فرض عقوبات صارمة على طهران، مما دفع الأخيرة إلى تجاوز القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي أثار قلق المجتمع الدولي. إيران تؤكد أن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض المدنية لتوليد الطاقة، في حين تتهم القوى الغربية طهران بالسعي لتطوير قدرات عسكرية نووية. تبقى الأعين مشدودة إلى مسقط في نهاية الأسبوع الجاري، حيث يأمل المراقبون أن تسفر المفاوضات عن تطورات إيجابية تعيد الأمل إلى الاتفاق النووي وتضمن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.