
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودّعت مدينة العيون واحداً من أبنائها البررة، الفاعل الجمعوي والإنساني المعروف مياره فعراس ولد مبيريك ولد العالم ولد البشير، رئيس جمعية الساقية الحمراء لمرضى القصور الكلوي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 46 سنة، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية في سبيل خدمة المرضى والفئات الهشة.
الفقيد، المزداد سنة 1979، كان من الوجوه البارزة في ساحة العمل الإنساني بالأقاليم الجنوبية، حيث كرس جهوده لخدمة مرضى القصور الكلوي، وسعى جاهداً لتوفير الدعم الطبي والاجتماعي لهم، من خلال مبادرات تطوعية، وبرامج توعوية، وتنسيق مستمر مع مختلف المتدخلين في القطاع الصحي والاجتماعي.
تميّز الراحل بتواضعه ودماثة خلقه، وكان رمزاً للعطاء الصامت والعمل الجاد، لا تفوته مناسبة إنسانية إلا وكان من بين أوائل الحاضرين والداعمين. وقد استطاع أن يترك أثراً طيباً في نفوس كل من تعامل معه، لما كان يتحلى به من روح المسؤولية وحس التضامن.
وقد شُيّع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقبرة الرحمة بمدينة العيون، في موكب جنائزي مهيب حضره أفراد أسرته، وأصدقاؤه، ورفاقه في العمل الجمعوي، إلى جانب عدد من الفعاليات المدنية والإعلامية والحقوقية، الذين عبّروا عن حزنهم لفقدان شخصية نذرت حياتها لخدمة الإنسان.
برحيل مياره فعراس ولد مبيريك ولد العالم ولد البشير، تفقد الساحة الجمعوية بالصحراء المغربية أحد رموزها، ورجلاً لطالما جعل من العمل الإنساني رسالة ومسار حياة. وستظل بصماته شاهدة على إخلاصه وإنسانيته.
رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.