كشف تقرير جديد صادر عن البنك الدولي عن وضع مأساوي يواجهه العديد من البلدان الفقيرة، حيث بلغت مستويات الديون في هذه الدول أعلى مستوياتها منذ عام 2006. تلك الدول، التي يسكنها حوالي 40 في المائة من أشد الناس فقرًا في العالم، تواجه تحديات جسيمة نتيجة للديون المتراكمة وتبعات الكوارث الطبيعية والصدمات الأخرى رغم تعافي العديد من البلدان الأخرى من تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، إلا أن الأقتصادات الفقيرة تظل تحت وطأة الديون المتزايدة وتبقى أفقر بمعدلات أسوأ مما كانت عليه قبل الجائحة. ويشير التقرير إلى أن هذه البلدان تعتمد بشكل متزايد على المنح والقروض بفوائد منخفضة التي تقدمها المؤسسة الدولية للتنمية نظرًا لنقص التمويل والتمويل الخارجي وفي ظل نسب الدين المتزايدة التي تبلغ 72 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في هذه البلدان، يتعين اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الأعباء المالية على هذه الاقتصادات الهشة. يظهر التقرير أن ثلثي تلك البلدان تعاني من الصراعات المسلحة أو تواجه تحديات هيكلية تعيق النمو والتنمية، وأن الكوارث الطبيعية قد أثرت سلبًا على قدرتها على التعافي والنمو من بين هذه الدول الفقيرة تتواجد العديد منها في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، بالإضافة إلى دول كأفغانستان واليمن. وعلى الساحة الدولية، ينبغي على المجتمع الدولي العمل بشكل عاجل لتقديم المساعدة اللازمة واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من المعاناة وتعزيز فرص التنمية والاستقرار في تلك البلدان الفقيرة.