الرئيسيةكتاب الاراء

عبد السلام عيلا استراتيجيات مواجهة تعنت الجزائر والبوليساري

 

في لقاء حصري، استعرض الفاعل السياسي والرئيس السابق لجماعة كماسة بإقليم شيشاوة، عبد السلام عيلا، رؤيته الشاملة حول التحديات التي تواجه العالم القروي بالمغرب وأهمية حماية الأراضي الفلاحية من التوسع العمراني العشوائي. كما تحدث عن المستجدات في ملف الصحراء المغربية، متوقعاً أن يدعو اجتماع مجلس الأمن القادم لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف. وأكد أن الحل الأمثل يكمن في مقترح الحكم الذاتي الذي يعزز السيادة المغربية ويحترم التاريخ والجغرافيا.
سؤال : السيد عبد السلام، ما هي توقعاتك حول اجتماع مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء؟
عبد السلام عيلا : الاجتماع المرتقب سيجدد الدعوات لاستئناف المفاوضات المباشرة، خاصة وأن المجتمع الدولي بات يتجه نحو دعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل واقعي. ومع ذلك، سيستمر تعنت الجزائر والبوليساريو، مما يعني استمرار الأزمة. أدعو المغرر بهم للعودة إلى وطنهم تحت السيادة المغربية، فالوقت حان لإيجاد حل يضمن الكرامة للجميع.

سؤال: كيف تفسر تصاعد الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على صحرائه؟
عبد السلام عيلا : هذه الاعترافات تأتي نتيجة للتطورات الإيجابية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية في مجالات التنمية وحرية التعبير. الدول الكبرى تدرك أن موقف البوليساريو لا يتماشى مع الحقائق على الأرض، وهذا ما دفعها للاعتراف بسيادة المغرب، خاصة بعد تقييم شامل للأوضاع.
سؤال: بالنظر إلى تجربتك في تحديد هوية القبائل الصحراوية، هل ترى أن النزاع يقترب من الحل؟
عبد السلام عيلا : بناءً على خبرتي في الملف، أرى أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والمستدام. فكرة الاستفتاء كانت دائماً معقدة وغير قابلة للتطبيق نظراً لتداخل القبائل الصحراوية عبر عدة دول. الحكم الذاتي هو الخيار الذي يحترم هذا الواقع ويحافظ على وحدة الأراضي المغربية.
سؤال: أنت كمنتخب لجماعة كماسة وقبلها رئيساً لها كيف تنظر للسياسة بالعالم القروي؟
عبد السلام عيلا : لا يختلف العمل في العالم القروي كثيراً عن العمل في العالم الحضري، حيث هناك تنمية مشتركة. إلا أن الإضافة هي المخططات الفلاحية وبرامج تنمية العالم القروي واسترجاع المغرب الفلاحي ومحاربة زحف الإسمنت على الأراضي الفلاحية. هذا يحتاج من المنتخب، سواء كان في كرسي الأغلبية أو المعارضة، العمل على استفادة الساكنة من هذه البرامج وتوجهات جلالة الملك نصره الله في الاهتمام بالعالم القروي. وهذا يتطلب من المنتخب نكران الذات. لقد عملت إلى جانب أعضاء آخرين بالمجلس على استقطاب مشاريع مهمة، منها توفير الخدمات للمواطن وشبكة طرقية مهمة لفك العزلة عن بعض الدواوير وتزويدهم بالماء الشروب والكهرباء ومشاريع تنموية أخرى للمساهمة في استقرار الساكنة بعيداً عن فكرة الهجرة إلى المدينة.
سؤال : أنت كسياسي، كيف تنظر للأحزاب في تأطير المواطن، خاصة في العالم القروي؟
عبد السلام عيلا : لا أخفيك سراً أن المواطن أصبح يتحفظ في الانخراط بالأحزاب سواء في العالم الحضري أو القروي بسبب تميع المشهد السياسي وغياب رؤية لأحزاب الأغلبية في الحد من معاناة المواطن. ومع ذلك، هناك أحزاب تحاول أن ترجع الثقة للمواطن في العمل السياسي. وما نعيشه من وضع محرج هو من صنع يد المواطن بسبب استمالته خلال الانتخابات ببيع الوهم له.
سؤال : تعد أقدم منتخب صحراوي بإقليم شيشاوة، لماذا اخترت هذا الإقليم بدل الأقاليم الجنوبية التي تنحدر منها؟
عبد السلام عيلا : القانون يضمن للمواطن الترشح في أي
مكان من مملكتنا السعيدة. أسماء عديدة ينحدرون من الصحراء يديرون مجالس منتخبة في شمال ووسط المملكة وعملهم مشرف. كذلك أنا، حيث عرض علي الترشح لمكان تواجد أفراد القبيلة ببوجدور ورفضت بسبب استكمال البرنامج السياسي والتنموي بالمنطقة التي أنحدر منها. أضف إلى ذلك سبب آخر، وهو إعطاء إشارة أن الوطن للجميع، وأنه لا فرق بين صحراوي أو أمازيغي أو غيرهما إلا بالجد والعمل. أبناء الجنوب قادرون على تسيير الجماعات أسوة بالآخرين. وأهم شيء، رسالة للخصوم في الخارج أن الوطن لا يميز بين أبنائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!