في حادثة مروعة تعكس حجم التوترات المتصاعدة في منطقة البلقان، تعرضت دورية شرطة في شمال كوسوفو لهجوم مسلح في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أسفر عن مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر. ووفقًا للسلطات، وقع الهجوم عندما اقتربت الدورية من طريق مسدود بالقرب من الحدود مع صربيا.
أفادت الشرطة في بيان رسمي أن “وحدات الشرطة تعرضت للهجوم من عدة مواقع مختلفة باستخدام أسلحة نارية، بما في ذلك القنابل اليدوية والصواريخ المحمولة على الكتف، بمجرد وصولهم إلى المكان الذي ورد فيه الحصار.”
رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، سارع إلى إدانة هذا الهجوم وصفه بأنه “عمل إرهابي”، وأشار إلى أن “المهاجمين محترفون ملثمون ومسلحون بأسلحة ثقيلة”، معبرًا عن اعتقاده بأن الجريمة المنظمة تلك تمت بدعم سياسي ومالي ولوجستي من مسؤولين في بلغراد.
تأتي هذه الأحداث الدامية في سياق استمرار التوترات والاحتجاجات في المنطقة بعد قرار حكومة بريشتينا تعيين رؤساء بلديات من أصل ألباني في بلديات ذات أغلبية صربية في شمال كوسوفو. وقد شهدت هذه الخطوة احتجاجات واعتقال ضباط شرطة كوسوفو وأعمال شغب عنيفة نفذها متظاهرون صرب، مما أسفر عن إصابة أكثر من 30 من قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي.
يظل الصراع في شمال كوسوفو واحدًا من أكثر القضايا التي تثير التوترات في المنطقة منذ استقلال كوسوفو عن صربيا في عام 2008. ورغم محاولات الوساطة والجهود الدولية لحل النزاع، إلا أن الصربية ما زالت تشكل الأغلبية في العديد من البلديات الشمالية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
تجدر الإشارة إلى أن بلغراد، إلى جانب الصين وروسيا، لا تزال ترفض الاعتراف بالاستقلال الكوسوفي، مما يجعل هذا الصراع مسألة دولية تتطلب جهودًا دبلوماسية إضافية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
