“صدمة تكنولوجية: “أبل” تتصدى لـ “هواوي” في الصراع الصيني الأمريكي”
في مرمى الصراع التكنولوجي: "أبل" تواجه تحدّيات جديدة بعد "هواوي
مع تصاعد الصراع التكنولوجي الدائر بين الصين والولايات المتحدة، تجد شركة “أبل” نفسها في وضع لم يكن يتوقعه أحد. يمتد هذا الصراع إلى أبعد من الشركة نفسها، وقد برزت بعض التداعيات غير المتوقعة على الشركات الأخرى، وهذا ما كشفت عنه مجلة “إيكونومست” البريطانية عادةً ما تكون منتجات “أبل” سببًا لحملات دعائية هائلة واهتمام واسع، ولكن هذه المرة، جاء الانتباه بشكل مفاجئ من جانب شركة “هواوي”. في نهاية أغسطس، قدمت “هواوي” هاتفها الذكي “ميت 60 برو”، وبهذا الإعلان، أصبح هذا الهاتف هو أول هاتف ذكي صيني الصنع يدعم تقنية الجيل الخامس 5G. لكن الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، بل يحتوي هذا الهاتف على معالجات تنتجها شركة “سميك”، وهي شركة صينية بارزة في تصنيع الرقائق، وهذه التقنية كانت تحظى بالقلق في الولايات المتحدة التي حاولت منع وصولها إلى “هواوي” وشركات صينية أخرى.ومع هذا الإعلان، بدأت “أبل” تواجه تحديًا جديدًا. فقد أثارت أنباء عن نية كيانات حكومية صينية وشركات مملوكة للدولة في الصين حظر أجهزة “آيفون” انتباه العالم. ورغم أن هذا الإجراء قد يكون له تأثير محدود على “أبل”، حيث لا يمكن للعاملين في القطاع العام الصيني البالغ عددهم 7 ملايين موظف سوى القليل منهم شراء منتجات “آيفون”، إلا أنه يشير إلى أن “أبل” ليست محصنة ضد التوترات الجيوسياسية.وإلى جانب ذلك، فإن استهداف الصين لشركة “أبل” كواحدة من أهم الشركات الأمريكية يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التوترات بين البلدين، مما يثير استياء المستثمرين. هذا الصراع يؤثر بشكل كبير على شركات أشباه الموصلات، حيث فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة وأدوات تصنيع الرقائق إلى الصين.تشير تقارير أيضًا إلى أن الصين تعمل على تقليل وصولها إلى الحوسبة السحابية الأمريكية، مما قد يؤثر على شركات تقنية كبيرة مثل “ألفابت” و”أمازون” و”ميكروسوفت”.على الرغم من تحدياتها، يبدو أن شركة “هواوي” وشركات تكنولوجيا صينية أخرى تجد فرصًا في هذا الصراع. ارتفعت حصة “هواوي” في مبيعات الهواتف الذكية المحلية في الصين، ويبدو أن الحظر المحتمل على “آيفون” في الصين سيعزز مكانتها بشكل إضافي. إضافة إلى ذلك، تستفيد “هواوي” من ابتكارات شركة “سميك”، مما يعزز من قيمة سهم شركة تصنيع الرقائق.إن الصراع التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة يشير إلى مستقبل غير واضح للشركات التكنولوجية العالمية، وعلى “أبل” وغيرها من الشركات الأمريكية الرائدة تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذا الواقع المعقد والمتغير باستمرار.