صدر أول ديوان شعري بالأمازيغية الصنهاجية في المغرب، وهو من مؤلف الشاعر أحمد الخضري والشاعر شكيب أحتيت. ويهدف الديوان إلى توثيق التراث الأدبي المحلي وإغناء الكتابات الأدبية في المغرب المتعدد الروافد.
ويحمل الديوان عنوان “تشربيث اخيامن نتقورباصت”، ويتكون من 24 قصيدة شعرية تغطي مواضيع متنوعة، كالأم والأرض والفضاء المكاني للمنطقة، فضلا عن مواضيع تعبر عن تجارب شعورية تحتضن البوح الذاتي ومناقشة مواضيع الحب والتهميش.
ويتميز الديوان بأسلوبه الشعري الجميل ولغته الأمازيغية الصنهاجية الغنية. ويشكل الديوان خطوة مهمة في الحفاظ على التراث الثقافي الصنهاجي، الذي يواجه خطر الاندثار.
يقول الشاعر شكيب أحتيت إن الديوان هو من اللبنات الأولى في محطة الكتابة بالأمازيغية الصنهاجية، موضحا أن هذا الديوان ينقل الإبداع من طابعه الشفوي الى الكتابي، كأول مساهمة أدبية مكتوبة ترسخ ذاكرة منطقة صنهاجة وتساهم في حفظ الهوية الأصيلة لهذه اللغة.ويتابع أن العمل الشعري يبرز الموروث الثقافي والتاريخ المحلي للحياة التقليدية الصنهاجية في أوجهها الثقافية ومؤهلاتها الفلاحية والطبيعية والاجتماعية برقة وجمالية المعاني، كما أنه يعانق الذاكرة الجماعية من تقاليد وأحاسيس وعادات منقوشة في تراث منطقة صنهاجة.ويضيف المتحدث أن الديوان مكتوب بحرف تيفيناغ والحرف اللاتيني، موضحا أنه على شكل منزل يبدأ ب ” ثاساروت ” (المفتاح ) وبه الحروف وطريقة النطق،ثم ” ثاكورت ” (الباب) ،مقدمة كتبها أحمد الخضري ، مشيرا الى أن القسم الأول من الديوان معنون ب” اخيام اقديم ” ،أي المنزل العتيق ، بقلم الشاعر أحمد الخضري ، والقسم الثاني بعنوان ” اداموس ” ، من إبداع شكيب أحتيت.ويؤكد الشاعر أن اهتمامه ب”الأمازيغية الصنهاجية ” يعود الى مرحلة الطفولة ،حيث كتب الشعر والمقالة بداية في مجلة “ثدغين” ، كما أنتج فيلما قصيرا بعنوان ” كليب 27 ” و مسرحية ” أحنوش باشيخ ” ، مبرزا أنه سيعمل مستقبلا على إنتاج أعمال أخرى في حال حصوله على الدعم ، للمساعدة في الانتقال بهذه اللغة من الشفوية للكتابة وحماية تراثها المحلي الغني.
من جانبه ، قال الشاعر أحمد الخضري ، وهو في السبعينيات من عمره ، إن قصائد الديوان تتغنى بمواضيع متنوعة ، كالأم والأرض والفضاء المكاني للمنطقة ، فضلا عن مواضيع تعبر عن تجارب شعورية تحتضن البوح الذاتي ومناقشة مواضيع الحب والتهميش بأمل نابع من نبض الكلمات وفيض من الأحاسيس يلتقي فيها الواقع بالخيال.
وأشار الى أن الديوان يتألف من مقدمة و24 قصيدة شعرية تتوزع على 105 صفحة ، وتحمل واجهة الديوان منزلا من التراث الصنهاجي الذي عادة ما يبنى في أماكن باردة خاصة على مستوى منطقة آيت بونصار بإقليم الحسيمة ،المعروفة بكاثفة الثلج في فصل الشتاء ، وهو منزل معروف بناؤه بالقصدير والأخشاب ومواد أخرى طبيعية ،مسجلا أن للمكان دلالة في الشعر بوصفه جزءا من هوية المنطقة الصنهاجية.
وبخصوص دلالة عنوان الديوان الشعري ، فكلمة “تشربيث ” تعني القصيدة أو الأغاني ، و”اخيامن ” هو المنزل الريفي المعروف بناؤه في أماكن الثلج أو المقصورة الريفية ، أما مصطلح” نتقورباصت ” فهو علية المنزل.