فاربريس / احمد عنج
حين تنعدم روح المسؤولية يفقد العقل التمييز بين المعتدي والضحية . ابناءنا ليسوا أكباش فداء لساسية فاشلة ، انانية ضيقة تبحت عن مصالحها وتضرب عرض الحائط مصلحة جيل برمته ،اهو إصرار الحكومة ام إصرار المتعاقدين ،ام عناد متبادل يدفع ثمنه اطفال ابرياء ،حلمهم الحق في التعليم ،تعليم مفيد ،مكون منتج ؟
يعيش التلميذ المغربي مرحلة تدميرية مند سنوات تكالبت علية المعوقات من كل الجهات وحوطته مقيدة إمكانية التفوق .
الحق المشروع لم يكن يوما مبررا لهضم حق مشروع ، ما يجعله حقا يمشي على رجل واحدة نابعا من انانية مفرطة في تحقيق مصلحة فئوية على حساب مصلحة اجيال المستقبل .
اليوم دخل التلميذ الهدف الأسمى من عملية التعليم والحلقة الأضعف في المنظومة مرحلة انعطاف خطيرة ،فبعد حرمانه من تعليم مسترسل سليم هادئ. يسلط عليه اليوم القهر النفسي ،فمن اجتهاد وجد للحصول على نتيجة تقييم يجد نفسه ،يعيش مرحلة إجهاد نفسي ،واجتهاد للحفاظ على توازنه الإنساني وتمكينه من حقه. إنه انكسار يعيشه التلميذ ،واي أنتصار على الجهل نريده ؟ فهل امامنا وقت إضافي للانتظار ،؟
قبل أن يصير من الصعب ترميم هدا الجيل ليعطينا مستقبل أفضل ؟
فضياع اطفال اليوم ضياع سنوات من التنمية المستقبلية ،و التردي للوراء والانحطاط ،والتخلف بعيدا عن الركب العالمي .
نحن نهدم المستقبل بقصد او بدونه ،نهدم بمعاول الحق ،حقا اكبر . بمكانس الحق نكنس حقوقا شرعية نرمي بها للقمامة .
تمزقت شراع سفينة الحق تقودها رياح الاهواء .افتقدنا الحكامة وكل اسلوب جدير بصقل المواهب وجعل عملية التعليم رائدة في التنافسية وعامل منتج جيد فعال وبناء للمجتمع .
علينا أن نستحضر أنه في غياب روح المسؤولية تنعدم الرؤية الشفافة لتصور الحق و تتشوه أساليب إرادتنا له ،فالحق النافع لا ينتج عنه ابدا باطل ضار.
وهنا سأستعير القاعدة الفقهية ، صحة الدليل وصحة الاستدلال والمقصود منها أن الوصول إلى الحق يقتضي أن نتبع الدليل الصحيح، والفهم الصحيح للدليل أيضاً، ما يفيد أن طريقة الاستدلال بالنص القانوني مشروطة بالحفاظ على روح القانون .
فلا يجب اتباع منهجية هي لغم ينسف روح القانون و ينسف مقاصده الجوهرية ،
فهده الروح تضمن حق الجميع بدون تطاول جهة على حق جهة. روح القانون التي تتشابك وتشمل كل الفئات ولا تقبل الالتفاف على حقوق الاغيار وحين نغلب حق على اخر نخدش روح القانون وقدسيتها .
فالنظال الحقيقي هو الذي يتوشح دوما رداء الإنسانية ولا يتجرد منها حتى في الميادين المهنية. وخير القول القاعدة ، لا ضر ولا ضرار .والابتعاد عن المكيافيلية، الغاية تبرر الوسلية .