يا فرحة تمّت.. وليد الركراكي يرسم خطوط الإصلاح لمن أراد له سبيلا

جلال الدحموني11 ديسمبر 2022
يا فرحة تمّت.. وليد الركراكي يرسم خطوط الإصلاح لمن أراد له سبيلا

معاد اهليل

أثبتت لعبة كرة القدم أن المشاكل التي يواجهها المغرب لا ترتبط بقدرات أبنائه ولا بإمكاناتهم، بل هي مشكلة تدبير وإرادة حقيقية للإصلاح، كما أن الإصلاح المطلوب يحتاج إلى نفس طويل واستمرارية. فمن حيث التدبير كلنا يعلم الجهود التي بذلتها الدولة، حيث تم إنشاء أكاديميات بمعايير جد متطورة، وتم تكوين الأطر بطراز عال، كما تم تخصيص اعتمادات جد مهمة للمجال الكروي وعصباتها لكل الفئات، وتم توفير بنيات تحتية مناسبة. كما لا تفوتنا الجهود التي بذلتها دبلوماسية الجامعة الكروية على مستوى الكاف والفيفا، إذ صار يضرب للمغرب ألف حساب. ثم إن كل هذا لم يحدث بين عشية وضحاها، فالعمل كان وما يزال مستمرا منذ عشر سنوات، وعلى الرغم من كل الخيبات والانكسارات، كانت الجامعة مستمرة في تنزيل استراتيجياتها. وهذا يدل على أن الإرادة السياسية كانت قوية في ما يخص المجال التدبيري للمنظومة الكروية بالمغرب وإصلاحها. ثم جاء الدور على من سينزل ويطبق مخرجات هذا المشروع فاستقر الأمر على إطار وطني، خال من كثير من العقد المتأصلة في كثير من شرائح المجتمع المغربي، التسرع، العاطفة، الانفعال، عدم احترام التخصصات، الأحكام الجاهزة والمسبقة..ألخ، إنسان متشبع بالقيم السّمحة والوطنية الأصيلة، ويؤمن بفن العيش المشترك، يحسن القيادة، يحترم التوجهات، يؤمن بالمزاوجة بين العلم والإبداع، والأكثر من كل هذا وذاك، أنه يقتنع بالكفاءات المحلية، ويرى أن مشكلة الشعب المغربي ومسؤوليه تكمن في تقديس الغرب، فكسر صنم الغرب أمام أعينهم، وبناء عليه أوجد لنفسه ولفريقه هوية كروية جديدة بعيدة عن البنيات الغربية، ولا أدل على ذلك من كون المدارس التي صارعها لم تستطع فك شفراته، فلا المدرسة الإسبانية ولا البلجيكية ولا البرتغالية ولا حتى الأمريكية اللاتينية (الشيلي والبارغواي وديا) استطاعت فك شفرات المنتخب الوطني المغربي.
وتأسيسا عليه، ومهما كانت نتائج مباراته مع فرنسا وغيرها، فلن تخرج ولن تشذ عن ما سبق، تكون لعبة كرة القدم قد فكت لغز أسباب تخلف القطاعات بالمغرب، فمعظم الشركات العملاقة يسيرها أجانب بمناهج ورؤى وتصورات أجنبية، ومعظم المقاربات المطبقة وليدة سياقات لا تتناسب وطبيعة المجتمع المغربي. فهل يستفيد أصحاب القرار بالمغرب من درس مونديال قطر، أم سيكتفون بفرحة سرعان ما ستزول نشوتها، بعد أن تدونها سجلات التاريخ، ليستفيد منها غيرهم.

الاخبار العاجلة