منظمة نساء العدالة والتنمية المؤتمر الوطني الثاني.

جلال الدحموني24 نوفمبر 2022
منظمة نساء العدالة والتنمية المؤتمر الوطني الثاني.

فار بريس

الـــبــــيان الختـــــامــــــي

للمؤتمر الوطني الثاني لمنظمة نساء العدالة والتنمية

انعقد بحمد الله وتوفيقه، المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة نساء العدالة والتنمية، تحت شعار “وعي وصمود لحماية الأسرة وتعزيز أدوار المرأة” يوم السبت 24  ربيع الثاني 1444هـ الموافق لـ 19 نونبر 2022 مـ، بقاعة علال الفاسي بالرباط، برئاسة الأستاذ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ويندرج هذا اللقاء في سياق الديناميكية التنظيمية والسياسية التي يعرفها الحزب عبر الانخراط في تجديد هياكل هيئاته الموازية واحترام آجال انعقاد مؤتمرها.

 وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بحضور قيادات عدد من الهيئات النسائية الصديقة وممثلات عن بعض الأحزاب الوطنية. كما حضرها عدد من أعضاء الأمانة العامة للحزب وبعض رؤساء وممثلي الهيئات الموازية للحزب، وعدد من المناضلين والمناضلات.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية حذر الأستاذ عبد الإله ابن كيران،  الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من الاختراقات التي تتهدد الأسرة المغربية من قبل جهات معينة، وأكد على أنه علينا أن ندافع بقوة عن مقومات واستقرار الأسرة المغربية وانه لا يمكننا أن ننساق وراء دعوات تهدد كيان  الأسرة، كما توجه للحضور، وخاصة للنساء، بالتأكيد أن بلادنا اليوم محتاجة لنا جميعاً للدفاع عنها والدفاع يكون عبر الدفاع عن القيم والمبادئ، وخاصة الدفاع عن الأسرة.

 وأكد الأخ الأمين العام  أن مواجهة هذه الاختراقات يجب أن يكون بالتمسك بالمرجعية الدينية، وأن موقع المعارضة أنسب لنا اليوم لكي ننبه المجتمع  ونساهم  بما يجب في مختلف المجالات في السياسة وغيرها، كما عبّر عن رفضه الواضح لدعوات المساواة في الإرث بين الجنسين، معتبرا أن هذه القضية محسومة بنص القرآن، وأبرز أن المغاربة وانطلاقا من مرجعيتهم الدينية يرفضون المساواة في الإرث بحسب استطلاعات الرأي المتتالية، معتبراً أن أصحاب هذه الدعوات الشاردة والمعاكسة  لإرادة وقناعات المغاربة إنما يستجيبون لأعدائنا الموجودين فيما وراء البحار والذين يزعجهم أن المرأة المغربية متمسكة بدينها وبهويتها الوطنية وتلقن أبناءها العقيدة والمبادئ والقيم.

من جانبها أكدت الاستاذة جميلة المصلي رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، في كلمتها، أن الأسرة المغربية اليوم تتعرض لعواصف تُهددها ليس فقط في أدوارها ووظائفها التربوية والتنموية بل أيضا في وجودها وكينونتها، مشددة على أن المجتمع وشرفاؤه وعقلاؤه مدعوون اليوم “للوقوف سدا منيعا أمام التهديدات التي باتت تحدق بالأسرة في العالم بأسره”.

وأبرزت الأخت جميلة مصلي أن أي تعديل أو إصلاح لمدونة الأسرة يتعين أن يكون وفق الأحكام الشرعية والثوابت الوطنية، وأنه ينبغي تفعيل المقاربة الأسرية وإقرار مزيد من السياسات والبرامج الخاصة بالأسرة، معتبرة أن مدونة الأسرة ليست مدونة للمرأة أو الرجل أو مدونة الغرض منها هو التموقع داخل الأسرة بل الغرض من هذه المدونة هو الحفاظ على هذه المؤسسة الأساسية وعلى حقوق الرجال والنساء والأطفال داخلها.

وقد شهدت هذه المحطة التنظيمية عرض ومناقشة التقريرين الأدبي والمالي للولاية السابقة كما عرفت نقاشا مهما حول مستقبل وآفاق العمل النسائي داخل المنظمة والحزب، وأولويات النضال خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى تعديل بعض بنود القانون الأساسي للمنظمة.

ووفقا لجدول أعمال المؤتمر وفي التزام بالأنظمة والقوانين المؤطرة للمنظمة ووفاءً لقيم الديمقراطية الداخلية والتداول الحر، أفرزت أشغال المؤتمر ما يلي:

  • انتخاب الأخت سعادة بوسيف رئيسة جديدة للمنظمة، كما تم انتخاب الأختين ربيعة بوجة وسعاد بولعيش نائبتين أولى وثانية لها على التوالي.
  • انتخاب الأخوات منى أفتاتي، ربيعة طنينشي، بديعة بناني، أمينة مقران، خديجة العطري، رقية الرميد، منينة مودن، إلهام الوالي، فاتحة الشوباني عضوات بالمكتب التنفيذي للمنظمة.
  • انتخاب الأخت جميلة المصلي، رئيسة للمجلس الاستشاري للمنظمة، والأخت نعيمة الفتحاوي نائبة لها.

وبناء على النقاش السياسي العميق والمستفيض الذي عرفته أشغال المؤتمر، والذي استحضر سياقات انعقاده، وعددا من المستجدات الوطنية والدولية، تعبر منظمة نساء العدالة والتنمية عما يلي:

  • شكرها وتقديرها لعضوات المكتب التنفيذي السابق للمنظمة برئاسة الأخت جميلة المصلي على المجهودات التي بذلوها خلال تحمل مسؤولياتهم.
  • تأكيدها على مواقفها الدائمة الداعمة للوحدة الترابية والوطنية للمغرب، وتثمينها للجهود الدبلوماسية المغربية لصالح قضيتنا الوطنية وعلى رأسها جهود جلالة الملك حفظه الله التي أثمرت مواقف إيجابية لعدد من الدول المؤثرة في القرار الدولي.
  • تأكيد تجندها الدائم للدفاع عن قضايا وطننا والوقوف في وجه كل ما يمكن أن يهدد وحدته الوطنية والترابية واستقراره ومصالحه العليا، خاصة في ظل ظرفية دولية مضطربة ومتسمة بتنامي الصراعات الإقليمية في العالم، وهو ما يلقي بظلاله على بلادنا في عدة مستويات سياسية واقتصادية واجتماعية، وما يستدعي المزيد من الحرص على مصالح وطننا وتقوية مؤسساته وتلاحم كل مكوناته وتعزيز وحدته الداخلية لمجابهة كل هذه التحديات، والتحلي بقدر وافر من الحكمة والعقلانية والجدية والمسؤولية.
  • وعيها بما يحاك ضد الأسرة وصمودها في وجه كل من سولت له نفسه تغيير المبادئ الجامعة المؤطرة للأسرة كما نص عليها القران الكريم والدستور المغربي، والدفاع بقوة عن مقوماتها الأساسية.
  • استنكارها للدعوات الشاردة التي تجعل من تعديل مدونة الأسرة مدخلا لتغيير المنظومة الأسرية ببلادنا ومرجعيتها الدينية الثابتة من خلال المطالبة بالترخيص بالإجهاض أو بإلغاء تجريم العلاقات الجنسية غير الشرعية…، والمحاولات المتكررة لإزاحة المرجعية الإسلامية كمرجعية حاكمة ومؤطرة للإصلاح المطلوب، وذلك رغم خطاب جلالة الملك أمير المؤمنين حفظه الله بمناسبة عيد العرش والصريح في عدم تحليل جلالته الحرام أو تحريم الحلال.
  • مطالبتها بأن تعديل مدونة الأسرة ينبغي أن يكون موضوع حوار وتوافق وطني تشارك فيه كل الفعاليات السياسية والهيئات والمنظمات النسائية والمجتمعية والمدنية، باعتبارها مدونة تهم كل فرد من أفراد المجتمع المغربي، وأن أي إصلاح قد يطالها ينبغي أن يكون مؤطرا بقيم ومبادئ المرجعية الإسلامية والقيم المغربية الأصيلة.
  • تأكيد رفضها للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني الغاصب وادانتها لجرائمه العنصرية والهمجية ضد الشعب الفلسطيني، محذرة من مخاطر الاختراق التطبيعي على النسيج المجتمعي الوطني وعلى المصالح العليا للوطن واستقراره الداخلي.
  • تأكيد موقفها المبدئي والثابت في دعم المقاومة ونضالات الشعب الفلسطيني عموماً، والمرأة الفلسطينية خاصة في الدفاع عن أرضها وحقها المشروع، وفي الاصطفاف إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة، باعتبارها خيارا حاسما وفعالا لاستعادة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ولتحرير الأرض المحتلة من البحر إلى النهر، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
  • دعوتها مناضلات المنظمة إلى تجديد العزم واستنهاض الهمم والتعبئة لتكون المنظمة في مستوى الرهانات والتحديات التنظيمية والنضالية المطروحة عليها في المرحلة المقبلة، والاجتهاد في التأطير والتواصل مع المرأة المغربية، وطرح قضاياها الحقيقية وتطلعاتها المشروعة على جميع المستويات وفي جميع المؤسسات، والدفاع عن الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والمجالية في ظل ثوابت الوطن وهويته الجامعة.

وحرر بالرباط في 26  ربيع الثاني 1444هـ

 الموافق لـ 21 نونبر 2022 مـ

الإمضاء

سعادة بوسيف

رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية

الاخبار العاجلة