“جلال دحموني فاس”
في ظل احتفالات المملكة المغربية بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، ألقى الملك محمد السادس خطابًا يتضمن دلالات عميقة تعكس رؤية جديدة ترتكز على ترسيخ شرعية القضية الوطنية وتعزيز الدبلوماسية المغربية. جاء هذا الخطاب في وقت حاسم يشهد فيه الملف الصحراوي تطورات هامة على الساحة الدولية.
وفي كلمته المؤثرة، أكد الملك على شرعية القضية الوطنية وأهمية الإنجازات الدبلوماسية التي حققتها المملكة مؤخرًا. تزامن خطابه مع موقف فرنسي جديد يدعم سيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، وهو ما يعكس تنامي التأييد الدولي لموقف المغرب. كما أشار الملك إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2756، الذي يُعتبر نصراً دبلوماسياً آخر، مما يبرز دور المملكة في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية ركز الخطاب على أهمية الواقع الجديد المتسم بالشرعية والمصداقية، وشدد على ضرورة الابتعاد عن الأطروحات التقليدية التي لم تعد تعكس متطلبات العصر. فالصراع في الصحراء يُعتبر معيارًا أساسيًا لتقييم العلاقات الدولية للمغرب مع شركائه، مما يستدعي التفكير الاستراتيجي القائم على الإنجازات كما تناول خطاب الملك دور المغرب في تعزيز التعاون الإفريقي، مشيرًا إلى أهمية فتح بوابة المملكة الأطلسية أمام الدول الإفريقية. هذا التوجه يعكس التزام المغرب بتعزيز الروابط مع دول الجنوب، مما يسهم في النمو الاقتصادي والتكامل الإقليمي، ويعكس التاريخ الغني للمغرب في تعزيز التعايش والتفاهم الثقافي، الذي يعبر عن عمق هويته الإفريقية.
من جهته، أعرب محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، عن أن الخطاب الملكي يحمل دعوة لتجديد الالتزام بالقضية الوطنية. وأكد أوزين على أهمية الدروس والمعطيات التي يقدمها الخطاب، التي تعكس رؤية استراتيجية تتجاوز التحديات الراهنة. من خلال التركيز على الإنجازات الدبلوماسية، يُبرز أوزين أهمية التنسيق الوطني لتعزيز دور الدبلوماسية المغربية كما يرى أوزين أن دعم التعاون جنوب-جنوب يشكل خطوة محورية نحو تعزيز الاستقرار والتنمية في إفريقيا، مشددًا على أن المملكة تسير على الطريق الصحيح نحو بناء مستقبل مزدهر يستند إلى التعاون والتآزر. إن دعوة الملك لتوحيد الجهود تتطلب تفاعلًا جماعيًا من جميع الفاعلين، سواء كانوا من السياسيين أو من المجتمع المدني، لتحقيق الأهداف الوطنية واستثمار الإنجازات ختامًا يظل الخطاب الملكي محفزًا لكل المغاربة للدفاع عن قضاياهم وتعزيز انتمائهم لوطنهم، مُرسخًا بذلك قيم الالتزام والاستمرارية في تحقيق الأهداف الوطنية. تعكس دعوة الملك للعمل والتفاعل حاجة ملحة لرفع مستوى الوعي وتعزيز التعاون لبلوغ آفاق جديدة في الدبلوماسية المغربية.