فار بريس
تم تحديد يوم الاثنين 7 فراير 2022 موعدا لأولى جلسات المحاكمة. واستغرب الرأي العام إقحام والده ووالدته في ملف الشكاية التي تقدم بها أحد البرلمانيين السابقين بتازة

لعل المؤشرات الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي لا يجب أن تَحْجُبَ عنّا المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها النشطاء، فهناك من يخطط بالليل والنهار كي يضع حدا لمنسوب الحرية الموجود بهذه المواقع، من خلال تمرير قوانين تتناقض مع الدستور والمواثيق الدولية بحجّة حماية مصالحه، إذا علمنا أن مصادرة حرية الرأي والتعبير غدت القاعدة في غالبية الدول العربية، خصوصا بعد مرحلة انفتاح قصيرة أعقبت انطلاق مسلسل الانتفاضات والثورات العربية العام 2011. وفي هذا السياق، لا بد أن نستحضر رائعة جورج أورويل “مزرعة الحيوانات”، وكيف ارتد الحكام الجدد عن القناعات المشتركة لسكان المزرعة من خلال تطويع القوانين وتحريفها. فالصوت الحر المستقل هو أكثر ما يقلق من يحاول إخفاء تجاوزات، أو التصرف ضد مصلحة عامة الناس لحماية مصالحه الشخصية ومصالح الفئة الضيقة التي يمثلها، و وسط هذه المعادلة المقلوبة، تصبح الحقيقة السلعة الأكثر خطرا لمن يحاول كشفها أو التعبير عنها، أو مخالفة “الطابوهات” السائدة
وأي شطط في استخدام السلطة وخرق الدستور والتضييق على حرية الرأي والتعبير. كذلك بَرْهَنَ التفاعل الشعبي مع القضية، أن وسائل التواصل الاجتماعي تستطيع مع الإعلام التقليدي والمجتمع المدني، أن تكون سندا ومصححا لبعض الهفوات، كما تبقى أداة شديدة الفاعلية، لها تأثير كبير على السياسيين و آراء الناس وخياراتهم، ويمكن استخدامها في مواجهة السياسيين والمسؤولين الفاسدين، ورصد التجاوزات لحقوق الإنسان وفضح حالات الفساد، وتحويلها قضايا رأي عام، بما يحقق ربط المسؤولية بالمحاسبة.