مجتمع

هل يستطيع الشعبي تنحية رباح عن رئاسة القنيطرة

فار بريس

الهاشمي الغرباوي
تشهد الساحة السياسية أو بالأحرى الساحة الانتخابية هذه الأيام منافسة بين الأحزاب السياسية في إطار الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية، والصراع على أشده للظفر برئاسة جماعة القنيطرة بين عدد من الفرقاء السياسيين على رأسهم حزب العدالة والتنمية الذي يرأس لائحته عزيز رباح الرئيس الحالي للجماعة، ورجل الأعمال فوزي الشعبي الذي ركب التراكتور للوصول إلى القصر البلدي لمدينة القنيطرة وانتزاع رئاسة المدينة من حزب العدالة والتنمية الذي يحظى بالحظ الأوفر لتسيير المدينة لولاية ثالثة، لما هو معروف به من قوة التنظيم واستماتة أعضائه في الدفاع عن حزبهم وعن قياداتهم وعن حصيلتهم، ويبقى فوزي الشعبي الذي يخوض الحملة الانتخابية بالاعتماد على شركات إعلامية متخصصة دون سند من أبرز مناضلي حزب البام بالقنيطرة ذو حظوظ متواضعة؛
فالمتابع لمجريات الحملات الانتخابية التي تعرفها مدينة القنيطرة منذ 26 غشت المنصرم يجري ضمنيا مقارنة بين الأحزاب المتنافسة وبين وكلاء لوائحها على وجه الخصوص، وفي هذا السياق أظهرت بعض الخرجات الإعلامية لوكيلي لائحة المصباح ولائحة الجرار تفاوتا صارخا بين الرجلين، حيث يتملك عزيز رباح قدرات كبيرة في خطابه السياسي سواء من حيث التحليل السياسي وقوة الخطاب وقدرته على إيصال الرسائل التي يريد بعثها للمتتبع، مما يجعله أقرب إلى الإقناع بتمرسه في هذا المجال، بينما أظهرت بعض الحوارات الصحفية التي أجراها فوزي الشعبي ضعفا كبيرا في الحوار والإقناع وارتكابه لأخطاء كبيرة كان لها وقع سلبي على صورته السياسية، ففي أحد حواراته مع إحدى الجرائد الإلكترونية كان لفوزي الشعبي رد كارثي عن علاقته بحزب الأصالة والمعاصرة الذي ترشح باسمه، ففي الوقت الذي ينبغي أن يبرز الفاعل السياسي قوة حزبه ويجلب الثقة فيه، في ظل تغير النظرة السياسية للمواطنين الذين أصبحوا يضعون من ضمن معايير اختيارهم للمسؤولين السياسيين، قوة الحزب وقوة البرامج التي يضعها وشعبية ونزاهة المناضلين الذين يرشحهم ، خرج الشعبي ليقول أن علاقته بحزب الجرار لا تعدو أن تكون ” سلف الله والإحسان ” وأنه قام قبيل الانتخابات ب” الميناج داخل الحزب “، في إشارة إلى عدد من مناضلي الحزب الذين لم يجدوا لهم موطئ قدم بلائحة الترشيح للانتخابات الجماعية، ما دفعهم إلى مهاجمته عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ذلك رد الشعبي على سؤال لصحفي يسائله عن حضوره الباهت في البرلمان خلال الولاية المنتهية وغيابه عن مدينة القنيطرة، بأن ” جو البرلمان ما كانش عاجبني، وكنت تا نعتبر راسي تا نضيع الوقت “، وهذا رد ليس في صالحه خصوصا وأنه أعلن ترشحه للبرلمان، مرة أخرى مما سيجعل المواطن القنيطري يتسائل لماذا سيصوت عليه مرة أخرى ؟
وهنا تظهر أهمية الخطاب وقوته وقدرة متملكه على الإقناع، وهو ما يجعل فوزي الشعبي لهذه الأسباب، واعتبارا كذلك للقوة التنظيمية لحزب العدالة والتنمية غير قادر على تنحية رباح عن رئاسة جماعة القنيطرة، ويتوقع أن يكون حضوره ثانويا في النتائج المنتظرة يوم 08 شتنبر الجاري، مقارنة بحزب العدالة والتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى