فن وثقافة

كورونا “كوفيد 19” يؤكد في حوار معه : جئت لتنظيف المناخ من التلوث وإحياء الضمير الإنساني، وأنصحكم بالبقاء في بيوتكم.

أعد الحوار: جلال دحموني
أجرت جريدة “ فاربريس  دردشة حوارية افتراضية مع الفيروس “ كوفيد 19” والتي أكد من خلالها أنه كائن كباقي الكائنات يعرف ما يريد وله رسالة محددة فوق الأرض جاء ليؤديها، وبعدها سيختفي عن الأنظار.
وفي ذات الحوار لفت الفيروس كوفيد 19 أنه يعي جيدا مظاهر الهلع والخوف الذي بثها في نفوس سكان كوكب الأرض والأذى الذي ألحقه بمصالحهم وحرياتهم، مضيفا أن الله يعلم ما لا نعلم.
ولتسليط الضوء على  هذا الفيروس والغاية من مجيئه ، أجرينا معه شخصيا الحوار التالي:
فاربريس: فاربريس تشكرك على قبول دعوتنا لإجراء هذه الدردشة معك، ونطلب منك  أن تقدم نفسك لكي يتعرف عليك جمهور موقعنا الإخباري.
كوفيد 19: أشكر جريدتكم على الاهتمام بي ، وأود في البداية أن أبلغ تحياتي وسلامي إلى قراء جريدتكم الذين أطلب منهم أن يلتزموا ببيوتهم ويهتموا بالنظافة حتى لا أجد نفسي مضطرا لاتخاذ تدابير زجرية في حقهم والتي قد تكلف بعضهم حياتهم..
وبالعودة إلى سؤالكم، فأنا فيروس من فصيلة الفيروسات التاجية، وقامت عائلتي بتتويجي بلقب الإمبراطور التاسع عشر، والمهمة التي جئت من أجلها تتعلق بالعمل على ثلاث مستويات. في المستوى الأول أحاول إيقاظ النزعة الإنسانية والتضامنية بين بني البشر بعد أن وصلت إلى مستوى خطير من الانحدار، وتنبيههم من أجل مراجعة سلوكاتهم وأعمالهم وأفعالهم، أما على المستويين الثاني والثالث، فإنني جئت لتنبيه الإنسان بالتراجع عن عجرفته وتجبره والقوة المزيفة التي يدعيها أو يحاول التظاهر بها والعمل كذلك على إعطاء راحة بيولوجية للبيئة لتعيد توازنها والتعافي من التلوث.   
فاربريس: شكرا على هذه المعلومات المهمة السيد “كوفيد19″، ولكن الناس يؤاخذونك على ممارستك الفتاكة بالإنسان، إذ أن العديد من الأصوات والحكومات تتهمك بإقدامك على قتل أكثر من 42 ألف شخص إلى حدود هذه اللحظة، كيف ترد على من يتهمونك بهذه الجريمة؟
كوفيد 19: تهم لا أساس لها من الصحة ، كان يجدر بهم أن يشكرونني لأنني ساهمت في إنقاذ العديد من  الناس من موت محقق، ومن ثمة فإن كل من يتهمني فهو لا يستوعب معنى رسالتي.
فاربريس: كيف تنفي عملية قتلك لعدد هائل من الناس، وجميع الخبراء والأطباء والصحافة العالمية يتهمونك بشكل صريح  بالضلوع في إبادة أكثر من 42 ألف شخص؟
كوفيد 19: اسمع، صديقي جلال، إذا وضعنا عملية حسابية كم من شخص يموت يوميا فوق كوكب الأرض في حوادث السير والمرور، سنجد أن عدد الوفيات يتجاوز 3424 قتيل في اليوم، وهذا يعني أن حوادث السير تقتل حوالي 312500 شخص خلال كل ثلاثة شهور، بينما أنا قتلت فقط ،كما تفضلتم في سؤالكم، حوالي 43000 شخص طيلة ثلاثة شهور، وهو ما يعني أنني أنقذت حياة 269500 شخص من الموت خلال هذه المدة أي مدة ثلاثة شهور..
فاربريس: كيف أنقذتهم ؟
كوفيد 19: بسبب تعليماتي الصارمة إلى جميع حكومات العالم  وإلزامها بالعمل على تعطيل حركة النقل و فرض قانون الحجر الصحي، ومنع الناس من الجولان ، زد على ذلك أنني أساعد البشرية على تعافي بيئتهم من  التلوث، ولأجل أن تتأكد من أنني أنقذت أرواح 269500 شخص يكفي الرجوع إلى تقارير منظمة الصحة العالمية.
فاربريس: شكرا على هذه التوضيحات السيد كوفيد 19، سؤالي هذه المرة، كم سيدوم حكمك للبشرية؟
كوفيد 19: هذا راجع لسلوكاتكم اليومية انتم البشر، فإذا راجعتموها مراجعة جدرية والتزمتم بيوتكم وتعاطيتم للنظافة، فإنني سأرحل عنكم قريبا، أما إذا تماديتم في التعنت والأنانية وعدم الالتزام بقانون الحجر الصحي، فإنكم ستبقون تحت طائلة حكمي وسيادتي.
فاربريس: ماذا تقصدون بمراجعة سلوكنا بشكل جدري؟
كوفيد 19:  دعني أذكركم بما فعله أجدادي في الاسبان في سنة 1918، وبما فعله الآخرون بقوم أبرهة الحبشي وقوم سدوم، وبما فعله جدنا الأعظم ب”نمرود”، إذن أنا جئت فقط أحذركم  وأنبهكم بأنكم أهون من بيت العنكبوت.  
فاربريس: من أين جئت ؟
كوفيد 19:  لا يهم من أين أتيت، المهم هو أن تراجعوا أنفسكم .
فاربريس: ماهي كلمتكم الأخيرة
كوفيد 19:  كلمى الأخيرة ، ابتعدوا عن الإشاعات والزموا بيوتكم ونظفوا أياديكم وأجسادكم وطهروا قلوبكم واغرسوا النزعة الإنسانية في قلوبكم وروحكم.
فاربريس: شكرا لكم على هذا الحوار الشيق.
 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى