شهدت مدينة طانطان مساء اليوم انطلاق فعاليات النسخة الثامنة عشرة من موسم طانطان لسنة 2025، في أجواء احتفالية عكست عمق الانتماء إلى التراث الصحراوي المغربي، وذلك بساحة السلم والتسامح، بحضور رسمي يتقدمه عامل إقليم طانطان إلى جانب وفد من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وعدد من ممثلي السلطات المحلية والشخصيات المدنية والعسكرية، إضافة إلى السيد فاضل بن عيش، رئيس مؤسسة الموكار المنظمة لهذا الحدث الثقافي البارز تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويحمل الموسم هذه السنة شعار “موسم طانطان تراث عالمي غير مادي، شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل”، في تأكيد على المكانة التي بات يحتلها هذا الحدث كمنصة دولية للاحتفاء بالثقافة الحسانية وترسيخ قيم الانفتاح والتعدد الثقافي، ويُعد موسم طانطان مناسبة سنوية تسلط الضوء على غنى وتنوع الموروث الحساني كأحد أركان الهوية الوطنية، كما يمثل أداة دبلوماسية ثقافية تعزز علاقات التعاون بين المغرب وعدد من الدول، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الثقافي الأبرز لهذا الحدث،
وتتميز دورة هذه السنة ببرنامج حافل بالأنشطة التراثية والفنية والفكرية، من بينها عروض الفروسية التقليدية “التبوريدة” وفنون الشعر الحساني والمعارض المتخصصة في المنتوجات الحرفية الصحراوية واللباس التقليدي، إلى جانب ندوات فكرية تعالج قضايا التراث اللامادي وأدواره في التنمية، فضلاً عن أمسيات فنية تبرز غنى الثقافة الصحراوية وأصالتها، ويشكل الموسم مناسبة وطنية ودولية لإبراز العمق الحضاري للمملكة المغربية وإشعاع ثقافتها الحسانية باعتبارها جزءًا من التراث الإنساني العالمي المعترف به من طرف منظمة اليونسكو، كما يكرس الموقع الريادي الذي بات يحتله موسم طانطان ضمن كبريات التظاهرات الثقافية الإقليمية والدولية، حيث يُتوقع أن تستمر فعالياته لعدة أيام وسط إقبال جماهيري كبير واهتمام إعلامي واسع، في مشهد يعكس النجاح المتواصل لهذا الحدث الذي يجمع بين الأصالة والتجديد ويجعل من طانطان قبلة سنوية لعشاق الثقافة والتراث والهوية.