اتفق خبراء في مجال الصحة على ضرورة تعزيز السيادة الصحية، خصوصاً في القارة الأفريقية، وذلك كاستجابة للتحديات المستمرة في مجال الرعاية الصحية. وجاءت هذه الدعوات بعد أن أبرزت جائحة كوفيد-19 أوجه القصور في الأنظمة الصحية حول العالم، بما فيها الدول المتقدمة.خلال الجلسات النقاشية، أكد رئيس منظمة “أطباء العالم”، جون فرانسوا كورتي، أن الأوبئة التي اجتاحت العالم لن تكتفي بتعريض الأنظمة الصحية للضغط، بل عكست أيضاً الفجوات والتفاوتات الكبيرة في الولوج إلى الرعاية الصحية. ولفت إلى أن وجود دولة اجتماعية قوية يقع في صميم تعزيز السيادة الصحية، مشدداً على ضرورة بناء أنظمة صحية قائمة على التضامن والشمولية.وأفاد كورتي بأن الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع هي التي تحتاج إلى أكبر قدر من الدعم، مشيراً إلى أهمية تغطية صحية شاملة وإنتاج محلي للأدوية واللقاحات كسبيل لتحقيق الاستقلالية الصحية.وأشار الخبراء أيضاً إلى أهمية شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص في تعزيز العرض الصحي، وضرورة تحديث البنيات الصحية لتعزيز الابتكار والبحث في هذا المجال. وفي هذا السياق، تحدثت الخبيرة النيجيرية، جيني نووكوي، عن دور السلطات العمومية التي تظل القوة المحركة للنظام الصحي بفضل استثماراتها في البنية التحتية والتكوين.كما سلطت الضوء على الحاجة إلى تمكين الفئات الأكثر هشاشة من الوصول إلى الرعاية الصحية، مشيرةً إلى أن العديد من المبادرات التي تقودها نساء في إفريقيا تُظهر التزام المجتمع بالتغيير ومواجهة التفاوتات.من جانبها، أكدت رئيسة الجمعية المغربية لمكافحة سرطان الثدي، رجاء أغزادي، على أن قطاع الصحة هو عنصر حيوي وأساسي لتنمية البلاد، مشيرةً إلى أن المغرب يشهد ثورة في نظامه الصحي بفضل الرؤية الملكية. وذكرت أن المملكة قد أحرزت تقدماً ملحوظاً في مجال التلقيح والصناعة الدوائية، حيث يتم تصدير حوالي 17% من إنتاجها إلى الخارج.وشددت أغزادي على أهمية التكوين المستمر للموارد البشرية، والوقاية، وتعزيز البحث العلمي لضمان استدامة أي نظام صحي.