عادت قوات الشرطة البنغلادشية اليوم إلى شوارع العاصمة دكا بعد إضراب دام أسبوعًا، بدأ إثر سيطرة الجيش على البلاد وتنحي رئيسة الوزراء السابقة، الشيخة حسينة، التي غادرت البلاد بعد حكم استمر خمسة عشر عامًا. ويأتي هذا التطور بعد أن شهدت العاصمة، التي تضم عشرين مليون نسمة، حالة من الفراغ الأمني، ما أثار مخاوف من تدهور الوضع الأمني بشكل أكبر إضراب الشرطة جاء بعد موجة من الانتقادات الحادة التي طالتها نتيجة لعنف المظاهرات المناهضة لحكومة الشيخة حسينة، والتي أسفرت عن مقتل 450 شخصًا، بينهم 42 من رجال الأمن. تلك المظاهرات التي بدأت بزعامة طلابية، كانت في البداية سلمية قبل أن تتحول إلى مواجهات دامية مع قوات الأمن وخلال فترة الإضراب، تعرضت مراكز الشرطة لهجمات واسعة، حيث تم تدمير أو إحراق نحو 450 من أصل 600 مركز شرطة في البلاد، وفقًا لنقابة الشرطة الوطنية. لكن مع تدخل الجيش، الذي حظي بإشادة واسعة بسبب عدم تدخله في قمع المتظاهرين، تم تأمين إعادة فتح العديد من هذه المراكز وفي مبادرة لحل الأزمة، جرت مباحثات ليلية بين قوات الأمن والحكومة الانتقالية الجديدة بقيادة محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام. وقد تعهدت الشرطة بالعودة إلى مهامها شريطة ضمان أمن عناصرها، وهو ما وافقت عليه الحكومة، لتعود بذلك الحياة إلى طبيعتها في العاصمة هذا التحرك يعكس مرحلة جديدة في بنغلادش، حيث ينتظر المواطنون بفارغ الصبر كيف ستتعامل الحكومة الانتقالية مع التحديات السياسية والأمنية التي تواجه البلاد بعد رحيل الشيخة حسينة
