تشهد جنوب إفريقيا تفاقمًا مستمرًا لأزمة انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لما أعلنه اليوم الاثنين الجهاز الحكومي للإحصائيات. وذكرت الوكالة في دراسة شاملة تناولت مختلف جوانب ظروف عيش الأسر الجنوب إفريقية، بما في ذلك الوصول إلى الخدمات الأساسية، والتعليم، والصحة، والتشغيل والغذاء، أن “15 في المائة من سكان جنوب إفريقيا، أي ما يعادل 9.34 مليون نسمة، عانوا من الجوع خلال سنة 2023، بينما واجه ربع الأسر صعوبة كبيرة في الحصول على الغذاء وكشفت الدراسة أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع ارتفعت من 11.1 في المائة في عام 2019 إلى 15 في المائة في عام 2023، مما يعكس تدهور الوضع الغذائي في البلاد. وفي سنة 2010، كانت 23.6 في المائة من الأسر تواجه صعوبات في الوصول إلى الغذاء، وهي النسبة التي انخفضت إلى 17.8 في المائة في عام 2019 قبل أن تعود للارتفاع إلى 23.1 في المائة في عام 2023.
تشير البيانات إلى أن مشكلة الوصول إلى الغذاء أشد حدة في مقاطعات شمال الكاب (37.7 في المائة)، والشمال الغربي (32.6 في المائة)، ومبومالانغا (30 في المائة). وفي الحواضر الكبرى مثل جوهانسبورغ، وبريتوريا، ودوربان، والكاب، فإن معدل الأسر التي تصل إلى الغذاء بشكل غير كاف بلغ 20 في المائة وفقًا لدراسة نشرها مجلس الاستشارة “World Data Lab”، من المتوقع أن يستمر انعدام الأمن الغذائي في الارتفاع ليصل إلى 49 في المائة من السكان بحلول عام 2025. من جهة أخرى، أشارت منظمة “Operation Hunger” غير الحكومية إلى أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية يهددان حياة 20 مليون نسمة على الأقل من سكان جنوب إفريقيا، بسبب عدم استقرار النظم الغذائية في البلاد وصرحت المديرة العامة للمنظمة ساندي بوكولا في مقال لها بأن “سبعة ملايين نسمة من سكان جنوب إفريقيا يعانون من جوع مزمن”، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير جذرية لتحسين الأمن الغذائي في البلاد تعكس هذه الإحصائيات والبيانات التحديات الكبيرة التي تواجه جنوب إفريقيا في مجال الأمن الغذائي. يتطلب هذا الوضع استجابة عاجلة وشاملة من الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية لضمان تحقيق الأمن الغذائي وتحسين ظروف المعيشة لملايين الأسر التي تعاني من الجوع ونقص الغذاء.
